ألا يا تجار العصر هل فيكم امرؤ

ألا يا تِجارَ العَصرِ هل فيكُمُ امرُؤٌ

يَبيعُ عَلى صَرعى الهُمومِ عَزاءِ

إذا دَلَّني مِنكُم على مِثلهِ فَتىً

خَلَعتُ عليه ما يشاءُ جزاءَ

فَفي الحيِّ قَومٌ عاكِفونَ على لَظىً

تُذيبُهم البَلوى صباحَ مساءَ

يَخالُهُمُ الرائي سُكارى مِن الأَسى

فَيَبكي عَليه رحمةً وَوَفاء

لو انَّ قُلوبَ الناسِ طَوعَ إِرادَتي

أَحَلتُ الأَسى في بَعضِهِنَّ هناءَ

وَلَو طاوَعَتني كلُّ عَينٍ قَريحةٍ

لما ذابَ بعضُ الثاكِلين بُكاءَ

وَعالَجتُ إبراهيمَ مِمّا أَصابَهُ

وَداهَمَه حتّى ينالَ شِفاءَ

مَصابُكَ إسماعيلُ زَعزَعَ شامِخاً

وَضَعضَعَ طَوداً راسِيا وَأَساءَ

وَأَودى بِآمالٍ كِبارٍ تَصَرَّمَت

بِرَغمِ ذويكَ البائِسينَ هباءَ

ألا إِنَّما الدَنيا هَباءٌ وَأَهلُها

هباءٌ وهل يَبكي الهباءُ هباءَ

مُصابُكَ إسماعيلُ أَودى بِأُسرَةٍ

تَكَلَّفَت الصَبرَ الجميلَ حياءَ

وَقلَّصَ آمالاً كباراً كَأنَّها

مدى الدَهرِ لم تَعقِد عَليكَ لِواءَ

على قَبرِكَ المَمطورِ منّي تحيَّةٌ

فقد ضمَّ غُصناً ناضِرا وَفتاءَ