اليوم آن لشاكر أن يجهرا

اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا

بِالشُكرِ مُرتَفِعَ العَقيرَةِ في الوَرى

إنّ الإِمارةَ لم تَزل في أَهلِها

شَمّاءِ عاليَةَ القواعِدِ وَالذُرا

وَالتاجَ مقصورٌ عليهِم يَنتَقي

مِنهم كبيراً للعلاء فَأَكبَرا

وَالعرش إن أخلاهُ منهم ماجِدٌ

ذكرَ الأَماجدَ منهمُ وَتخيَّرا

أحسينُ حبُّك في القُلوبِ مُحَقَّقٌ

قد أظهرَ الإِخلاصُ منه المُضمَرا

فاِحرص عليهِ فهوَ ملكٌ آخرٌ

إن شئتَ مُلكا جنبَ مُلكٍ أَنضَرا

وَالمُلكُ آلَ إِليكَ يحدو خطوَه

شوقٌ إليكَ وَإن أَتى متأَخِّرا

لم يَعدُ فيما فاتَ بابَك ناسيا

بَل وانياً حتى يَشِبَّ وَيَكبَرا

عزّى عن العبّاس أَنَّكَ عمُّه

وَأجلُّ مَن ساس الأُمورَ وَدَبَّرا

وَأزالَ لوعةَ كلِّ قلبٍ بعده

أَنَّ الدواءِ لما به بك قُدِّرا

يا ناظرَ الماضي وَشاكِرَ عهدِهِ

وَالحالُ بين يديهِ أجملُ مَنظَرا

هذي الحقائِق باهراتٍ فَانتَبِه

لا يُلهِيَنَّكَ طيفُ ماضٍ في الكَرى

هذا ابنُ إسماعيل نجماً طالعا

لهدايةِ الساري فحَيِّ على السُرى

المُلكُ من يُمناه على العهدِ الذي

أَخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى

وَالنيلُ لم يَبرَح على العهدِ الذي

أخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى

متهادِيا بين البِقاعِ مُناجِيا

أَرجاءَها بالخِصب يَكتَنِفُ الثَرى

وَالشَرعُ بين الناسِ ناهٍ آمرٌ

ما زالَ حُكمُ اللَهِ فيه موَقّرا

وَالبيتُ بيت محمد قد شادَه

لبَنيهِ لم يَستَثنِ منهم معشَرا

وَالعَمُّ أكبرُ حِكمةً وَدِرايَةً

بِالأَمرِ لو أَنَّ المُكابِرَ فكَّرا

حالٌ إذا نَظرَ الأَريبُ جَمالَها

شكرَ الإِلهَ وحَقُّهُ أن يُشكَرا