بعض هذا الجفاء والعدوان

بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ

راقِبي اللَهَ أُمَّةَ الطُليانِ

قد مَلأتِ الفَضاءَ غَدراً وَجهلاً

وَتَسَنَّمتِ غارِبَ الطُغيانِ

وَبَعثتِ السَفينَ تَرمى طَرابُل

سَ بحَربٍ مَشبوبَةِ النيرانِ

تَخرِقُ البَحرَ وَالمَواثيقَ وَالعَه

دَ جِهاراً وَذِمَّةَ الجيرانِ

سَيَّرَتها أضغانُ قومٍ لِقَومٍ

سَلِموا من دناءةِ الأَضغانِ

مَن رَآها تَجري تَوَهَّمَ أَنَّ ال

قومَ هبّوا لِلثَّأرِ للأَوطان

لا وَرَبِّ الأُسطولِ ما حمَل الأُس

طولُ جَيشا إلى حمى الحُبشانِ

إنَّ قومَ الطُليانِ أحرَصُ من أن

يُفضَحوا مَرَّتَين في مَيدان

لَيست الحَربُ لِلعَدُوِّ الذي با

تَ عزيزاً بِالرَجلِ وَالفُرسانِ

إِنَّما الحربُ لِلأُلى حَفِظوا العَه

دَ فنامَت جيرانُهُم في أمانِ

وَأَباحوا اَبوابَهُم حاتِمِيّا

تٍ لمَن أَمَّهُم من الضيفانِ

وَأَنالوهُم حُقوقَ بَنيهِم

فِعلَ أَهل المَعروفِ بِاللَهفان

وَيحَهُم ما لِصُنعهِم أَبطَرَ القَو

مَ فَعَقّوا ما كان مِن إِحسانِ

وَلِماذا تَمَخَّضَ السِلمُ عَن حَر

بٍ لَظاها يَشوي الوجوهَ عَوانِ

مِنَحٌ قد بُذِرنَ في شَرِّ أَيدٍ

كُنَّ مُذ كُنَّ مَنبِتَ الكُفران

هكَذا فَلتَكُ المروءاتُ في عَص

رِ البَهاليلِ من بَني الرومان

لا يَثِق بَعضُنا بِبَعضٍ وَهذا

ما أَعدَّ الإِنسانُ لِلإِنسانِ

إن تُسَلِّم على الغَريبِ فَسَلِّم

في ظِلالِ السُيوفِ وَالمُرّان

رُبَّما أَصبَحَ العِناقُ صِراعاً

في زَمانِ الآدابِ وَالعِرفان