لم يدر أن ملامه أغراكا

لم يَدرِ أنّ ملامَه أَغراكا

إذ لجَّ في بُهتانه وَنَهاكا

يا حبّذا عَذلُ العذولِ لو انه

داواكَ من أَلم الهوى فَشَفاكا

قِف بِالدِيار وحيِّ رَبعاً دارِساً

لو يَستَطيع إجابَةً حيّاكا

وَاِنثُر دموعَك في ثَراه صبابَةً

علَّ البكاءَ يُزيلُ بعضَ جواكا

وَاِنشُد فُؤادا ضلَّ في عَرَصاتهِ

إن كانَ يَرضى عن ذَراهُ فكاكا

أَتُرى تَنال من البَخيلَة نَظرَة

تَأسو جراحَك أَو وَتَبُلّ صداكا

كَم ذا تَحِنَّ لها وَحظُّك عندها

دلٌّ يُقابِل بِالمِطال هَواكا

مَهلاً أَبا العَباس في طلبِ العُلا

وَاِستَبِق منها فَضلةً لِسواكا

هَل في السماءِ فَضيلَةٌ لم تَحوِها

تَبغى لأَجل منالِها الأَفلاكا

لِلَّه ما أَهدى يَمينَك لِلنَدى

وَأخفَّ في طُرُقِ الفخار خُطاكا

أَرضَيتَ رَبَّكَ وَاِعتَصَمتَ بِأَمرِه

وَتَبِعت هدي نَبيِّه فَهَداكا

وَقَسَمت همَّك ين رَعيِ عهودهِ

وَرعايةِ المَلكِ الذي اِستَرعاكا

وَسَنَنت في بَذل النَوال بدائِعا

حتى اجتَنَينا العَدلَ من جَدواكا

وَظَلِلتَ في أَعداءِ مجدِك فاتكاً

حتّى عدَدنا الظُلمَ من قَتلاكا

بُشراك بِالعيد الكَبيرِ فإنَّه

وافى وَغايةُ قَصدِه بُشراكا

وَاِهنَأ بمقَمهِ السَعيدِ فقد أَتى

وَالشَوقُ يَجذِبُه إلى لُقياكا

وَاِبلُغ بجدِّك ما تُريد نَوالَه

فَمُنى البَرِيَّة أن تَنال مُناكا

وَاِسعَد فَقد قالَ الزَمان مُؤرِّخا

قد تاهَ يا تَوفيقُ عيدُ فِداكا