يا رائد الشعر لا تقرب مناهله

يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه

إِلّا وَراءَ دليلٍ صادقِ النَظَرِ

وَإِن حَفِظتَ فلا تَحفَظ سوى كلمٍ

غُرٍّ جوامع مِثلِ الآيِ وَالسُوَرِ

ما كُلُّ شَيءٍ تراه ناضِراً زَهَرٌ

شَتّانَ بينَ هَشيمِ النَبتِ وَالزَهَر

يا طالِبَ الدُرِّ بحرُ الشِعر ثمَّ فِقِف

هذي معادِنُه ملآى من الدُرَر

أوتيتَ سُؤلكَ فَاِقرَأ ما تَخَيَّرَه

من خالِد الشِعر سامى خالِدُ الأَثَر

مسجَّلا في كِتابٍ قيِّمٍ حَفِلٍ

بِقَولِ كلِّ طويلِ الباع ذي خَطَرِ

نِعَمَ الكتابُ وَما أَمسَت صحائِفُه

وَأَصبَحت تهبُ الأَيّامَ من غُرَر

خُذ ما حواه وَأَغفِل ما تَجنَّبَه

وَاِستَغنِ عن عاطِل الأَوراقِ بِالثَمَر

يا قائِلَ الشِعر خذ لِلشِّعر أُهبَتَه

وَطِر به في سماء الحُسنِ أَو فَذَر

لا تَأخذَن بِتَلابيبِ الكلامِ وَكُن

من أَني َرُدَّك مَدحورا على حَذَر

في النَثر إِن لم تَعُد بِالفَخرِ قافيةٌ

على امرىء صاغها سلوى لِمُفتَخر

كَم عَربَدَ الغِرُّ حولَ البَيت يَقرِضُه

وَآبَ بعد جهادٍ بيِّنَ الحَصَر

شعرُ الفَتى عِرضُه الثاني فَأَحرِ به

أَلّا يشوَّه بِالأَقذارِ وَالوَضَر

فَاِنقُد كلامَكَ قبلَ الناقِدينَ تحُط

ثاني النَفيسَين من لَغوٍ ومن هَذَر