زها الأفق الشرقي من بعد سدقة

زها الأفق الشرقي من بعد سدقةٍ

من الليل ولى لم يطف بي سمارُ

وبيني وبين الشمس كادت تلوح لي

سحابٌ بدا رهواً على الأفق ستارُ

فمدت إليهِ الشمس بعد شروقها

أشعتها فاستعجبتني أنظارُ

رأيتُ عجيباً من صناعة قادرٍ

جبالاً من البلور من خلفها نارُ

وإلا فنهراً من دمِ الليلِ ثلهُ

ذبيحاً سنان الصبح ملطبهُ الثارُ

أو الذهب المصهور ضيفَ لزئبقٍ

إذا جاز من ذوب الجمادين أنهارُ

يوازيه خط أغبرُ اللون في الثرى

من الزرع مخضراً به العقلُ يحتارُ

ومن فضةٍ خطٌ هو النيلُ جارياً

وقد زهيت بي فوق شاطئهِ الدارُ

فطالعت لوحاً يدهش العقل رسمه

وأبدعه رب له الملك قهارُ

وسلط قُرصُ الشمس من نور ربه

شعاعاً محا لوحى أيمحوه أنوارُ

هو الكوكبُ السيارُ قد ذر قرنهُ

على الكون فانجابت غيومٌ وأسحارُ

شهدت بان اللَه محكم صنعهِ

وأن كثيراً في الخليقة كفارُ

فإن يقيني في الحقيقة مؤنسي

وقوة إيماني وإن هجر الجارُ

برئت من الغاوين في تيه غبوةٍ

وحولي أنوارٌ تلوحُ وأسرارُ