لجأت لشعري إلى مكتبي

لجأت لشعري إلى مكتبي

ولم أدر ما سيدي وأهبي

فيعرض ذهني على الحيا

ة كسوقٍ تعرض للناقب

ففيها المليحُ وفيها القبي

حُ وكلٌّ تهيأ للراغب

فيوحى إلي بما كنت لا

أخيلُ طاعاً إلى الكاتب

غرابيب سود وحمر وبيض

وأشياءُ في العجب العاجبِ

جنانٌ وبيدٌ وزهرُ وشو

كٌ وماء وحبُّ منى الساغب

وتلك السماء وما تحتها

وما فوق من نجمها الثاقب

ودورٌ تضيقُ وتلك القصو

رُ بها حليةُ العزِّ للراكبِ

وقومٌ لهم هيئة العابدين من الش

شَيخِ للعش للراهب

لكلٍّ مقام فمن جنةٍ

لنارٍ إلى ملعب اللاعب

فأنعمت ما لاح لي صائقاً

أصب الطبيعة في قالبي

من الشعر لكن به حمكة

تقدم كالراح للشارب

فيثني على الجيسُ الأديب ولم

أدرِ إن كان بالصائب

فرب مدارٍ له العذرُ أن

يجامل بالستر للعائب

فإن كان جاملني مشبعاً

غروري فذنبي على صاحبي

ولو أخلص النصح ما لمته

فلا وجه للنصح للعائب

ولا فضل في الشعر إن قلته

طباعاً فقولي من واجبي