يا ليل أحقا كان كوى

يا ليلُ أحقا كان كوى

للخلق لديك يمتعه

وأتاك الحب بصرعاه

يشكون إليك فضيعه

يا ليل سهاراك كثير

وكثيراً همك تجمعه

فلماذا أحمله وحدي

هلا أمسيت توزعه

يا ليل تشكاني سهري

والبدر تريث مطلعه

لم أظفر منك بغير صدى

من همس الروح ترجعه

يا لي من صب مخدودٍ

لم يلق أنيساً يسمعه

ماذا لو كان الإلف أناه

يطوف وذلك يمتعه

أأناجي الطيف فيعصاني

أو حتى النجوى تمنعه

ويلي ما كدت أصوره

ويلوح خيالي أبدعه

إلا وخيال ملاحيتي

يحتل اللوح ويدفعه

عجباً للهاجر لا يأتي

الا والعاذل لي معه

ما أطولَ ليل الصب على

الملتاع نأجح أضلعه

يتقلب فيه على شوكٍ

للشوق أقض مضاجعه

نتصلب فيه خيوط الفرش

ملالاً منه فتوجعه

ألكل محب محبوب كأس

الأشجان يجرعه

أم أني وحدي لم أحذق

رأيا للوصل فأزمعه

حاشا والله فما خوفي

غلا من عينٍ تتبعه

وغنائي حين أقابله

وبكائي حين أودعه

لي جسمٌ فيه حساسيةٌ

يرويه الفن وينجعه

فبذرت الحب فأنبته

خصبي زهراً أتضوعه

هبت ريح السلوان عليه

وحاشا الدهر تزعزعه

والقلب عليه حارسه

تسقيه غراماً أدمعه

لي صبر إلا عن صد

وفؤادٌ كدت أوقعه

لي طرفٌ لم يلمح حسناً

إلا وغراماً أشرعه

لي أذن لم ينغم نغمٌ

حلو إلا تتسمعه

وضميرٌ حي حيرني

وهوى والقلب يتابعه

وحبيبٌ إن يطلب تلفي

لرضاه لرحت أطاوعه