يا هاتف الشعر فتني

يا هاتف الشعر فتني

يوماً أرتب أموري

زاملتني الدهر حتى

ملأتني بالغرور

فجزت معه الصاري

وطفتما بالقصور

وزرتما كل شعبٍ

في دوره والثغور

وقلت صفها بشعرٍ

وأين منها سطوري

فكم له من مجالٍ

في الحسن خلف الستور

وكل هذا تولى

إثر الشباب النضير

لم يبق إلا انتهاز الباقي

بعمرٍ قصير

فإن لله عندي

أمر الحساب العسير

أخذت بالخدع عقلي

ورحتما للمرور

زرعتما الأرض سيراً

وسحتما في البحور

وعدتما بالمآسي

في أهل دنيا الفجور

أجريت مني يراعي

قبلا بحقٍ وزور

وكم له من موالٍ

والاهُ بين الخدور

يا هاتف الشعر فتني

ألهيتني عن مصيري

أقضيه في حسن أجرى

من اللطيف الخبير

أما كفاك انهدامي

ورقدتي في السرير