أسامة

أساهرُ نجمَ الأفق حتى شحوبِهِ

فإن هو أغفى مرهقَ الجفن مُوهَنا

وأغفتْ عيون الكاشحينَ على اللظى

وأطبق صمتُ الليل والهاجس انثنى

وما كان غير اثنين في صحوة الونى

أمانيَّ واستَعْدَتْ من الهمِّ أرعنا

أسافر في عينيك أستقرئ المنى

وما ندّ عني في الحياة وما دنا

فأبعد عن عينيك كل مواجعي

ضنينًا برؤياك الخصيبة معدنا

أوسِّدُ أجفاني ذراعَ حكايةٍ

وأرسم عمرًا في فضائك يُبتنَى

وأسأل شمس الله تلقي بدفئها

سياجًا على الأطفال إنْ عاصفٌ دنا

فيا ربِّ، إنْ حُمَّ الزمان بغضبةٍ

وأوغرَ صدرَ «البالغين» وأمحنا

أسامةُ! يا ربي أجِرْهُ من العنا

ومن كالحات الوجه والسقم والضنا

وثمِّر له في كل وجهٍ بشاشةً

وفي كل صدرٍ موطنًا عزّ موطنا

ويا ربِّ أطفال العروبة والورى

أنِلْهُمْ رواءَ الحب والأمن والمنى

وجنِّبهمُ يا ربِّ! سلطانَ جائرٍ

خؤونٍ بغيضٍ أدمَنَ الظلم أدمنا

وخلّ هوى الأوطان فيهم مؤجَّجاً

أصيلاً وميراث العطاء ممكّنا

وباركْ بلادَ العرب، يا رب إنّها

عطاشٌ إلى النعمى إلى الحب والمنى

وردّ جفاء النّاس يا ربّ ألفةً

وردَّ قفار الكون خبزًا وسوسنا