من جذ ساعد هاشم فأبانها

من جذ ساعد هاشم فأبانها

من سل من عين العلى إنسانها

واعاد وقعة كربلا بمحرم

للناظرين سماعها وعيانها

كانت حديثاً فالزمان بطوله

لم يوف حقاً نوحنا اشجانها

واليوم ابدت للنواظر خطبها

افهل يطيق قلوبنا حملانها

كلا لقد اوهت قوى مهدينا

وهو المشيد لهاشم أركانها

افبعدها تسمو لهاشم ذروة

والخطب هدم وقعه بنيانها

كف تشيد على العلى اطنابها

نزعت رزايا النائبات بنانها

وارومة كانت لهاشم ظلة

اذوى المصاب برزئه اغصانها

ووجوه ساطعة المحيا مالها

خطفت فوادح خطبها ألوانها

اودى الردى بعميدها فعميدها

فيه المنية انشبت اسنانها

اولست حصناً لا يرام ومنعة

للخائفين وامنها وامانها

خفت لساحته الوفود فاثقلت

مما اطل بجوده اضعانها

لا تسمع الأسماع في ارجائها

إلا المديح مقرط آذانها

واليوم تسمع في رثائك منشداً

كادت لرزئك لا تلوك لسانها

كانت بك الأيام تسفر بهجة

وبيوم فقدك أسدلت احزانها

كانت بنو العلياء فيك ترى لها

عزاً يطيل لسانها وسنانها

حتى إذا وسدت لحدك غودرت

سلماً يحل من الخطوب عنانها

ويحق ان تقضي الليالي لوعة

حزناً وتفني بالعويل زمانها

ما عشت لا تسلوك مهجتي التي

تطوي على زفراتها جثمانها

ورزية خصت قريش كلها

بالخطب مذ عمت به عدنانها

أصمت قلوب المسلمين بسهمها

لما أصاب بحده قرآنها

من مبلغ الأحياء من عمرو العلى

عني بان الدهر غدراً خانها

قذفت لهم أيامه بصروفها

شوهاء جلل رزؤها أكوانها

وطوت لهم في بطن عاقرة الثرى

سيفاً يفل بحده حدثانها

فيمن تصولي هاشم من بعده

حيث الكريهة أبرزت فرسانها

فلواك مطوي وسيفك مغمد

والخطب جذ يمينكم وأبانها

وسقى ضريحاً ضم جعفر رحمة

تهمي بصيب عفوها غفرانها