أنت في هجرنا وهذا الصدود

أنتِ في هجرنا وهذا الصدود

يا سليمى جاوزتِ كل الحدودِ

يا سليمى أفرطتِ في الصرم رفقاً

يا سليمى بالعاشق المعمود

لك جسم يكاد ينصبُّ لطفا

وفؤاد أقسى من الجلمود

ولِقلبي شوق إليك أراه

عن قريب يجرُّني للّحود

أسليمى لا تقطعي حبل وصلي

واقطعي إن أردت حبل وريدي

عجِّلي أن أموت فيك والَّا

فاسمحي لي بنظرة من بعيد

كيف جوّزت أن تفكي عهوداً

أنتِ أبرمتها أمام الشهود

بالذي قد جوّزته يا سليمى

قد لعمري أشمتّ قلب الحسود

علليني ولو بوعد فإني

يا سليمى لَقانعٌ بالوعود

ما ألذَّ العيش الذي قد تقضى

لو وجدنا لعهده من معيد

انقضت تلكم العهود فآهٍ

ثم آهٍ مني لتلك العهود

إن ممشوقة القوام سليمى

قد لعمري ضنّت فيا عينُ جودي

طال عتبي على زمانٍ رماني

بخطوبٍ يُشبن رأس الوليدِ

رُبَّ ليل سهرته في هواكم

حاضر الهمّ غائباً عن شهودي

أرقب النجم فيه نجم الثريا

بعيونِ ما ذقن طعم الهجود

لكروب يفللن حدّ المواضي

وهموم يأكلن قلب الحديد

ظلتُ فيه أرى النجوم إلى أن

وضح الصبح بادياً كعمود

أو كامنية بدت غبّ يأس

أو كوعد قد سر بعد وعيد

وفشا ضوءه فمزق ما قد

كان لليل من غلائل سود