الشعر كالفارس المغوار ذو جرة

الشعر كالفارس المغوار ذو جرة

ويومه في قديم العهد مشهود

واللفظ غمد لمعناه ومن عجب

ان يقطع النصل منه وهو مغمود

والشعر في لفظه كالماء مجتمعاً

ان كان في السمع عذبا فهو مورود

والشعر يكبر اما كان مبتكرا

والشعر لا ينبغي في الشعر تقليد

والشعر يهتف دهراً بعد قائله

والشعر للشاعر الخنذيذ تخليد

وشاعر الحب ما ان فيه من ثقل

فطالما حمل الصيداح املود

يا روضة الشعر مالي عنك من حول

ما دام في ايكك الفينان غريد

وقد اثوب الى عقلي فينبئني

ان القريض خيال فيه تبعيد

قد لمت دهري على ما جاء من رهق

وقلت لم ينج من عدواك موجود

الموت امضى سلاح في يديك وكم

به تجندل صنديد وصنديد

فقال لي لا تلمني قبل معرفتي

فانني بنواميس لمصفود

نصيبي العجز عن نفع وعن ضرر

فانما في يدي غيري المقاليد

لم يكذب الدهر فيما قال معتذرا

حتى يسفهه دحض وتفنيد

لا تجزعنّ اذا ما فتنة حدثت

ما انت وحدك بالاضرار مقصود

تأبى الطبيعة الا ان تطاوعها

وانت تؤثر ما تبغى التقاليد

فاختر لرأسك جلمودا لتضربه

ولا تقلّ على الارض الجلاميد

ذممت للناس دنياهم تزهدهم

وانت ان ذكر اسم الموت رعديد

تخشى الردى واجفا في كل نازلة

وانت بالجنة الغناء موعود

تصدق القول ترويه مقلدة

وان وهت منه في النقل الاسانيد

قل للذي ذهبت ايام عزته

لا تأس فالدهر تنزيل وتصعيد

الناس يحيون بالآمال تنعشهم

وانت من دونهم في اليأس موؤد

لا يسبق الراكب اليعفور ينخسه

من تحتهم تتبارى الضمر القود

ولا حجارتنا تحكى قنابلهم

كلاّ ولا عندنا علم وتمهيد

ما اسبق الجيل شأواً في حضارته

لو لم تثبطه للجهل التقاليد

لقد تمنيت ان الموت يمهلني

او انني بعد الف منه مولود

ان الوجود الذي حفّ الفضاء به

في واسع اللا تناهى منه ممدود

لقد ضحكت فكان الضحك ملء فمي

من الذي قال ان الكون محدود

تحكي السماء لعين لا نفوذ لها

روضا كأن الثريا فيه عنقود

اما الذين لهم علم بما وسعت

فعندهم كل ما قد قيل مردود

ما الارض بين شموس لاعداد لها

الا حصاة حواليها جلاميد

وكم بها سدماً تمتد واسعة

فيها النجوم عناقيد عناقيد