تلغى معاهدة واخرى تعقد

تلغى معاهدة واخرى تعقد

والشعب يستفتي لها ويهدد

والشعب يطري للجهلة خنجرا

في صدره عما قريب يغمد

وكأن يوم الغاصبين لحقهم

ليل وهذا الليل بحر مزبد

اما الزعيم فما تحرك ذائداً

عن حقهم منه اللسان ولا اليد

كنا نؤمل ان نراه منجدا

واذا الذي هو منجد لا ينجد

كسدت تجارة كل شيء عندهم

الا النفاق فانه لا يكسد

كل الذي فيهم قديم مخلق

الا العداء فانه يتجدد

الشعب بالقيد الثقيل مكبل

حتى يكاد اذا تحرك يقعد

للبعض كوخ واطئ ولبعضهم

صرح كما شاء النعيم ممرجد

هذا يضاجعه الرفاه وذاك في

سغب ينام وقد اقض المرقد

لو كان فرع الدوح اخضر ناعما

لنزا عليه العندليب يغرد

يا نفس ايام النهوض بعيدة

ولعل ايام التحرر ابعد

وفتى اروه الموت يكشر كالحا

فاصفر منه العارض المتورد

حظروا عليه ان يقول مصرحا

فكأنه السيف الجراز المغمد

يا قوم ان الحق ابيض ناصع

كالصبح فهو بنفسه متأيد

انا ان فرحت فكل لون ابيض

واذا يئست فكل لون اسود

وطلبت اسباب الغنى من بابه

فوجدت ان الباب دوني موصد

لا در در الجاهلين فانهم

يرمون بالالحاد من لا يلحد

ان كان من يبدي الحقيقة ملحداً

فليشهد الثقلان اني ملحد