ذهب الشباب وكل شيء طيب

ذهب الشباب وكل شيء طيب

وأتى المشيب وكل شيء متعب

ذهب الشباب وما تريث غاربا

في ليلي الداجي غروب الكوكب

ذهب الشباب ولم يودعني اجل

ذهب الشباب وليته لم يذهب

اجمل به لما استقل مغادرا

اياي من لذاته في موكب

ولقد تحلب دمع عيني بعده

ما خير دمع ليس بالمتحلب

واتى المشيب ولم اكن لما اتى

متبوء رأسي له بمرحب

الدهر قطب يوم شابت لمتي

وجهاً له قد كان غير مقطب

يوم الحياة من المشيب عصبصب

ولعل يوم الموت غير عصبصب

اني لاطلب في حياتي راحة

ويعز الا في المنية مطلبي

ويكاد نسر الموت وهو محلق

ينقض مندفعا علي بمخلب

انا لا اود ركوب نعش سابق

هيهات ان النعش اخشن مركب

يا عين انك بالدموع غنية

ما تصنعين بها اذا لم تسكن

كان الهوى في مهد قلبي خافيا

فشدوت اوقظه بلحن مطرب

وذكرت اذ انا قد نبت بجنبه

نبت الحمام بكالئ معشوشب

حتى اذا اشتعل المشيب رأيته

يلقى رمادا فوق رأسي الاشيب

عقلي يؤنبني على شططي به

اما ضميري فهو غير مؤنبي

بعد الشباب اليك مالي حاجة

يا شمس احلامي الجميلة فاغربي

لم يبق غير الشعر لي من صاحب

يرعى العهود وليس بالمتقلب

ابكي به افراح عهد ذاهب

في عهدي الباقي الذي لم يذهب

الشعر مبدئي الذي استصفيته

والشعر ديني في الحياة ومذهبي

والشعر مصباح ازيل بضوئه

ما في ليالي محنتي من غيهب

وانا لم اعاشر في حياتي كلها

ناساً مشاربهم تخالف مشربي

يا حق اني في جميع مواقفي

متحزب لك لو يفيد تحزبي