قد سرت بين نواظر ودموع

قد سرت بين نواظر ودموع

تجتاز ينبوعا إلى ينبوع

كانت أحايين الفراق شديدة

وأشد منها ساعة التوديع

والشعب خلف النعش يمشي صامتا

في رعشة تنتابه وخشوع

فيدٌ على عين له ذرافة

ويد على قلب له مصدوع

أما الكلام فكان همسا كله

لا شيء فيهم كان بالمسموع

من كان منهم قد تأخر خطوة

سبقته أدمعه إلى التشييع

سيظل قلبي في الجوانح مزعجي

حتى تسيل مع الركاب دموعي

رجع الألى قد شيعوه كلهم

إلا دموع الثاكل المفجوع

لم أدر ساعة لي نعاه نعيه

ماذا أصاب القلب تحت ضلوعي

القلب يأمر يا عيوني بالبكا

من بعد كل عشية فأطيعي