لقد رقد السمار حتى خلا النادي

لقد رقد السمار حتى خلا النادي

ولم تبق يقضى غير عصفورة الوادي

شدت في هدوء الليل تدعو اليفها

وفي شدوها شجو لسامعه باد

تردده في خير لحن سمعته

وتنشده شعراً على خير انشاد

فيا حسن شعر محزن مطرب معاً

ويا حسن لحن ثم يا حسن ترداد

فبت وعيني لحظها يخرق الدجى

وسمعي على بعد الى الطائر الشادي

فد انتبهت في ليلها فتذكرت

اليفاً غدا عنها ولم يعد الغادي

وبرّحت الذكرى بها فترنمت

ترنم ثكلى قد اصيبت باولاد

وقالت تناجي نفسها ما لصاحبي

تأخر عن ميعاده غير معتاد

وقد كان وجه الليل ميعاد عوده

وذلك للاطيار آخر ميعاد

فما عاد عصفوري اليّ لشقوتي

وكان اليه في حياتي اخلادي

أابعد عن مثواه في طيرانه

فضل طريق العود من بعد ابعاد

وكيف تضل الطير عن مستقرّها

وكل كثيب في الطريق لها هاد

ام احتازه الصياد في شرك له

ام اختطفته برثن الاجدل العادي

ام التقفته هرة البر بغتة

ام ابتلعته حية بعد ارصاد

لقد كان لي اغراده خير سلوة

كما كان يسليه عن الهم اغرادي

وكنا اذا طرنا معاً لرياضة

نحلق في جو من الصبح وراد

وبعدئذ نهوى معا في هوادة

الى فنن غض من البان مياد

وكنا على الايام زوجين في رضى

فافردني دهري واوحش افرادي

بقيت لارزاء الزمان وحيدة

بعش نضيد من هشيم واعواد

وكنا بنيناه معاً فوق ايكة

تطلّ على ماء وعشب واوراد

بنيناه حتى تمّ نجهد نفسنا

لنحيا معاً في غبطة ثم ارغاد

يقيم بقربي ثم في العش واضعا

اذا ما غفا الغاده فوق الغادي

ولكن الفي قد تخطفه الردى

فافسد عيشي بعده شر افساد

فيا ليت الفي كان قد ظل سالما

واني بريشي والحياة له فاد

ذهبت ولم ترجع فهل كان واقفا

لك الموت في جنب الطريق بمرصاد

بربك عدلي او على الموت دلني

فاني الى كأس شربت بها صاد