ما بنا خوف اذا الموت دنا

ما بنا خوف اذا الموت دنا

نحن للموت كما الموت لنا

سيغوصن بنا مركبنا

في خضم قد ابى ان يسكنا

دب فيه الماء من شق به

فهو حتى عن طفو وهنا

ما جنى الفلك ولا ربانه

غير ان القدر الاعمى جنى

كلنا ننتظر الموت به

زاحما آخرنا اولنا

واذا نحن نكصنا عنه لم

يك هذا النكص الا جبنا

انت يازخار جبار ولا

يبطش الجبار الا علنا

ادفنينا فيك يا لجته

كلنا مرتقب ان يدفنا

مرحباً بالموت اني جاء ان

لم يكن بد من الموت لنا

لا نبالي بعد ان حم الردى

أهناك الموت وافى ام هنا

ليس الا خطوة ما بيننا

وسنخطوها فرادى وثنى

ها هي الشمس بدت بازغة

يا له من مشهد قد فتنا

اسمحي ان نتملى ضوءها

قبل ان نغمض منا الاعينا

اطفأ اليأس كريح صرصر

عصفت آخر ومض للمنى

ما لقوم نسلتهم هلك

في النهايات عن الموت غنى

تألم الروح اذ ما زهقت

انما الروح تحب البدنا

قد تركنا خلفنا اوطاننا

ثم انا لا نلاقي الوطنا

وسينعانا الى الاهل النعا

ة فيبكون علينا حزنا

وكأن يوم ودعناهم

قد ركبنا للمنايا السفنا

لا يقاسى شجنا ميت

ولكنما الحي يقاسي الشجنا

ما حياة المرء الا يقظة

بين نومين له فيها العنا

وهي ما زالت لنا محبوبة

لا نرى الفرقة منها هينا

وسنردى واذا جاء الردى

لا يحيينا من الشمس السنى

فوداعا لك يا دنيا سنتركها

عما قليل خلفنا