ما قلت شيئا بفمي

ما قلت شيئاً بفمي

إلا وعقلي ملهمي

أنا ابن عقلي وحده

تنبئ عني كلمي

به اهتديت في شب

ابي مثلما في هرمي

وربما كانت أمور

أنا عنهن عمى

أو قد رميت أسهما

فما أصابت أسهمي

ليس اليقين في حديث

البعث كالتوهم

ما صح في عقلى وقد

فكرت للتفهم

إني أحيا بعدما

تبلى بقبري أعظمى

وأن أقوم من تراب

ي نابتاً كالعنم

وأن أفوز بالوجود

راجعاً من عدمي

وأن يعود الجسم مني

جارياً فيه دمي

وأن أخف ماشياً

تحمل رأسي قدمي

وأن أرى النور بعيني

بعد طول الظلم

وأسمع القول بأذنى

بعد ذاك الصمم

وأن أساق صاغراً

بين يد المتقم

وأحضر الحساب عن

كبائري واللمم

وأن يكون موقفي

موقف عاص مجرم

شاهدة بحر أتى

يدي ورجلي وفمي

وأن أمر بالصرا

ط فوق كبش شيظم

أكاد لولا مسكي

القرنين منه أرتمي

يمشي حثيثاًفوقه

فيا إلهي سلم

وهو أدق من مثا

ل شعرة في اللحم

وهو أحد من غرا

ر صارم مخذم

قد نصبوه فوق وا

د موحش محتدم

يغلى كبركان هنا

ثائر مضطرم

يقذف من فوهته

قذائفاً من حمم

والناس تحتي فيه

بين كافر ومسلم

عاص فلم يصل في

حياته أو يصم

وأن أراني هاوياً

منه إلى جهنم

وأن أذم عندها

بعد الهوى مجثمي

وأن أصيح مستغيثاً

من مضيض الألم

وأن أكون نادماً

ولات حين مندم

حتى أعض إصبعي

وساعدي ومعصمي