وددت لو أني كنت في مصر محشورا

وددت لو أني كنت في مصر محشوراً

فشاهدت يوماً للعروبة مذكورا

وإني أوتيت البلاغة ساعة

فاديت حق القول نظما ومنثورا

وإني قد ألقيت شعري ساحراً

فألفيت جمهور المصيخين مسحورا

او اني اسمو للكواكب ناظما

فارسلها شعراً إلى صاحب الشورى

او اني في مصر الجميلة بلبل

فاطرب بالتغريد تلك الجماهيرا

المّ بزهر الفكر ريان نافحاً

وابصر روض العلم اخضر ممطورا

سأبقى كئيباً ملء نفسي حسرة

اذا لم يكن لي ما هنالك منظورا

اذا ما اقيمت حفلة وطنية

ولم الق فيه الشعر لم اك معذورا

واكثر اخبار الجرائد ظلمة

ولكنما الشورى لنا ترسل النورا

يحبرها ذو قدرة بيراعه

ويسلكها المثلى ويجنبها الزورا

وما زال فيها بالعروبة شاديا

وما زلت فيها اقرأ الصدق مسطورا

وفي مصر يلقى الصدق كل حفاوة

ويلقى رجال الصدق في مصر تقديرا

اني نبأ الحفل المجيد عشية

فاصبح منه الشعب اجمع مسرورا

احييك عن بعد تحية معجب

بآدابك اللائي بها كنت مفطورا

لقد كنت في كل الذي قد كتبته

بمصر مثالا للشهامة مشكورا

وبلغت ما بلغته عن عقيدة

فما كنت غراراً ولا كنت مغرورا

ولم تتهجم في جهادك طائشاً

كمن جاء عداءاً او صادف احدورا

ومن كان ذالب فليس بمقدم

على جلل حتى يفكر تفكيرا

بدت من فريق في البلاد نكاية

وما زال منها الشعب اجمع موتورا

ورب عقور جاء يبرز نابه

فادبر لما شام سيفك مشهورا

وذي سفه حردان يأتي مناوئا

فينكص مذموما ويرجع مدحورا

وكم مرة فيها لقيت جموعهم

فكنت بها صقرا وكانوا عصافيرا

لقد ساءني ان العروبة اكأبت

وان لها قلباً من الحزن مفطورا

رمتها الليالي في الفؤاد بصرفها

فلم تبق اذ اصمت شغافاً وتامورا

وليس بمسطيع سوى الدمع وحده

لآلام قلب قد تفجع تصويرا

تفرس بوجهي تلق دمعي شاهدا

على ان قلبي بات لليأس مكسورا

هلموا الى الاصلاح يا قوم واعجلوا

فما هو بعد اليوم يقبل تأخيرا

هلموا الى الاصلاح ان زمانه

اتى ولعل اللَه يجعل تغييرا

ان الدم لم تسخنه يوماً حماسة

فان نخاع النشء يجمد مقرورا

يقولون محظور علينا نهوضنا

فقلت انهضوا طراً وان كان محظورا

الام يقاسى العقل برد جموده

وحتام يبقى الرأي في الرأس محجورا

نفاخر بالمجد الذي مات عهده

وما خير مجد ميت ظل مقبورا

اجل كان ربع للحضارة عندنا

ولكن ذاك الربع اصبح مهجورا

فماذا وقوفي فيه اندب ارسما

تقاسي من الدهر العتي الاعاصيرا