ورد يطيح وبلبل اسوان

ورد يطيح وبلبل اسوان

ما للرياض من الخريف امان

هجرت عنادلها العشاش فاقبلت

بعد العنادل تنعب الغربان

البرد يهرو كل نابتة بها

لا الزهر مستثنى ولا الافنان

ما انت واطئه برجلك زهرة

اخنى عليها الدهر والحدثان

اصفرت الاوراق تفرق حينما

هجم الخريف كأنه ثعبان

جاء الخريف مبكراً فتجردت

في الروض من اوراقها الاغصان

قد كان ريحان وكانت روضة

واليوم لا روض ولا ريحان

هبت على الاشجار ريح صرصر

تعثو بها وكذلك العدوان

اني التفت رأيت مرأى مشجيا

او مشهداً تندى له الاعيان

فهناك ساق فارقته فروعه

وهنا فروع ما لها سيقان

ونشدت قبر العندليب فلم يكن

في الروض يجمعني به النشدان

ماذا وقوفك بالدوارس بعدما

سارت بمن تهواهم الاضعان

في كل يوم للزعازع غارة

شعواء فيها للمنايا شان

وكأنما بين الرياح شديدة

والدوح ضرب قاتل وطعان

واذا الرياح من الخريف تناوحت

فالخطب ان تتكسر الافنان

الارض امّ للنبات جميعه

ولها من الماء القراح لبان

تحيي الطبيعة ولدها وتميتهم

فلها عليهم قسوة وحنان

يا زهرة الروض الجميلة انني

لمن الفراق وويله خشيان

اني ليحزنني غموضك هكذا

ويحز قلبي طرفك الوسنان

لم يبق فيك كما عهدتك سابقاً

ذاك الرواء وذلك اللمعان

أيموت زهر الروض وهو معزز

ويعيش شوك الروض وهو مهان

ليس الفجيعة ان تلم ملمة

بالشيب بل اني هلك الشبان

يا زهرة البستان ان قصيدتي

تبكى كمن احبابه قد بانوا

ما لفظها الا دموع ثرة

اما الدموع فانها احزان

ولانت من وقع الخريف ونوئه

اسوانة يرثى لها اسوان

فرغت عيوني من دموعي في البكى

اما الفؤاد فبالأسى ملآن

ازف الفراق اتسمحين بقبلة

يروى بها مني فم ظمآن

ازف الفراق فقبليني مرة

قبل الوداع فانني حران

تفديك نفسي لا تقولي ليس ذا

إبانه ما للهوى إبان

وسيهجر الغريد بعدك روضه

والروض منذ وعى له اوطان

اكبر بنفس قد رأت لابائها

ان البقاء على الشقاء هوان

اني ساحمل في فؤاد خافق

ذكراك ما مرت بي الازمان

قالوا سلا عمن احب فؤاده

اما السلو فانه بهتان

ما للمتيم بعد ان قذفت به

ايدي النوى في عزلة سلوان

لم يبق من ماض عهدناه سوى

ذكرى لها ما عندنا نسيان

وعن المناهل قد وردناها سوى

وشل به لا يرتوي الصديان

طالت علي من الهواجس ليلتي

هل بالصباح لليلتي ايذان

ادركت غيدان الشباب فلم يدم

ذاك الشباب وذلك الغيدان

لا بد من يوم على كره به

تتفارق الارواح والابدان