براري العاصم

(1)

تقضم كمثرى النوم

وتستريحُ على ركام من الحيل والخاطر والاندحارات

وتستريح فوق قطار الأمس

وتظلُّ أسباحُكَ نابضةً، قوية، حيّة:

إنهم رفاقك الخالدون.

فارغة الموائد

كقلب الليل

كمعادلات آينشتاين: وها أنت

تركض باتجاه سراب اللحظات

إنك ثمل . إنك ظمآن…

ثمل وظمآن أكثر مما ينبغي: وهذه الحياة

هذه هي اللانهاية!

(2)

تُقفل أسوارُ البيوت دونك

تنثر ك الريح في الشوارع

تلتحم بمياه غزيرة

بمياه بحجم الفتوة والشباب

تركتَ أسراراً كثيرة في ظلال الرمل

صادقت فوهة القوة

فتحتَ أبوابَ الحظ

أرسيتَ النارَ

في قوافل الروح

انحنيت أمام الملوك

كثيرا.. طويلا.

أسرفتَ في تحبير الأوراق

وجعلتَ من السماء موقعا للانفجار

للاندثار

ولاشوك

أنت لم تكن مخلصا لذاتك

كنت غريبا عنها

ضربا من العبث

أية خسارة!

أنتَ في حاجة لمعرفة الأصول

لتحسس المنابع:

الضوء، النسائم، الحقيقة،

التناقض وبحيرات الدم، لِمَ لا؟

أنتَ تأرجحت طويلا

ولكن كانت دوما حواليك أعشاب وكؤوس

وأعراس

هذرٌ جميلٌ

هذرٌ تافه

ما من شيء يتداخل في اللا متناهي

في الهيولى

وهذه هي براري العواصم.