يوخنا دمو يوسف هذا هو اسمه الثلاثي شاعر عراقي أبصر النور في مدينة كركوك عام 1942م، لعائلة فقيرة . ُعرف فيما بعد باسم (جان دمو) . عرف منذ شبابه بالميل إلى القراءة والكتابة، فضلاً عن ترجماته من الانكليزية إلى العربية وبالعكس . اهتم بالترجمة بشكل خاص، اضافة الى كتابته قصيدة النثر بشكل مبكر في العراق. ويعتبره البعض ظاهرة ثقافية بحد ذاته بسبب طبيعة حياته ونمط معيشته. وكان دمو قد اعتقل في العراق مع مجموعة من الكتاب بتهمة «تنظيم حركة سرية». وما يمكن ملاحظته على كتاباته هو، اطلاعه الواسع على الأدب العالمي والانكليزي خاصة، والذي كان واضحاً على نصوصه. لقد كان جان دمو غزير الإنتاج شعراً وكتابة ً وترجمةً، إلا أن ما نلاحظه هو انه كان مقلاَ في النشر فهو الشاعر الصامت الهادئ والبعيد عن أضواء عدسة الكاميرات والمهرجانات الثقافية، حيث لم تصدر له طوال حياته سوى مجموعة واحدة بعنوان (أسمال) طبعت وصدرت عام 1993م منتصف الستينيات، نشر دمّو، قصيدة في مجلة عراقية، كانت الأغرب وأثارت الكثير من اللغط حولها في الوسط الثقافي آنذاك. كان عنوان القصيدة "الجندي الذي سافر في القطار ونسي أن يقول للبروفيسور نعم" لم يَصدر لدمّو في حياته كتاباً. فقد وُلدت مجموعته اليتيمة "أسمال" (1993م) على يد بعض من أصدقاء الشاعر، وجمع حسين علي يونس، الذي شارك دمّو حياة الصعلكة في التسعينيات، كل ما أنتجه البوهيمي من شعر وترجمة في كتاب "جان دمّو: التركة والحياة" والذي صدر عن دار "نون" بالرغم مما لاقاه الشاعر في حياته إلا انه كان شاعراً يكتب للحياة والحب والأمل، بشعر يمتلك جمالية خاصة: (نهر اللحظات يتقرفص في حديقة الزهور الأفواه مجمدة . الأفواه خط طويل من العذاب اليأس. ما يشدنا إلى البعض، إلى الهواء إلى الأصفار، هو جسامة الماضي أن نضحك ثانية وثانية أن نستفز الحاكمين أن نرفض) بيان شعري رحل الشاعر جان دمو سنة 2003م في أستراليا بالسكتة القلبية .
السابق
التالي