إلى المناضلين

أطِلّوا ، كما اتَّقدَ الكوكبُ

يُنوِّر ما خَبطَ الغَيْهَبُ

وسيروا وان بَعُدَت غايةٌ

وشُقّوا الطريقَ ولا تَتْعَبُوا

ومُدّوا سَواعدَكم انها

معينٌ من الجُهد لا ينضُب

وهاتُوا قلوبَكُمُ أُفرِغِتْ

على نَجدةِ الحَقِّ ، أو فاذْهَبوا

فما إن يَليقُ بمجد النضالِ

ضعيفٌ على نَصرِه يُغصَب

وإنَّ ” غداً ” باسماً يُجتَلَى

بشِقِّ النفوس . ولا يُوهَب

وإني وإن كنتُ صِنْوَ الرجاءِ

في حومةِ اليأسِ ، لا أُغْلَب

أواعدكم من ” غَدٍ ” صادقاً

ويُسرِفُ في الوعد من يَكذب

أمامَكُمُ مُوعِرٌ ، مُلغَمٌ

بشتّى المخاوفِ ، مُستَصْعَب

يَسُدُّ مداخلَه أرقمٌ

وتحمي مسالِكَهُ أذؤب

وسوف يبينُ إذا ما انجَلى

غدٌ ، من يَجِدُّ ، ومن يَلعَب

فسوف يدوِّرُ ” ساعاتِكم “

بما لا يَسُرُّكُمُ ” عقرب “

وسوف يخونُكُمُ ” خائفٌ “

وسوف يساوِمُكُم ” أشعَب “

وسوف يزاملُكُم خطوةً

ويَخذِلُكم خُطوةً مُتعَب

وسوف يطولُ عناءُ الطريقِ

عليكُمْ فيَعزبُ منَ يَعْزب

وسوف تَضيقُ بِكُم دُوركُم

وسُوحُ ” السجون ” بكم تَرحُب

فقولوا لمن ظن أنّ الكفاحَ

غَلةُ مزرعةٍ ، تكذِب

وقولوا لمن ظنَ أنَّ الجموعَ

مطايا تُسَخَّرُ : يا ” ثعلب “

تُريدون أنْ تستقيمَ الامورُ

وأن يخلُفَ ” الأخبثَ ” الأطيب

وان تجمَعُوا الشَمْل من أُمَّةٍ

يفرِّقُها ” الجَدُّ ” و ” المذهب “

وأن يأكلَ ” الثَمرَ ” الزارعونَ

وأن يأخُذَ ” الأرضَ ” من يدأب

تريدون أن يعرِفَ الكادحونَ

من ” العيش ” ما عنهُم يُحجَب

تريدون أن تَطْعّنوا في الصميم

رثَّ ” الطباع ” وأن تضرِبوا

ومن دون ذلك أن تَصطلوا

سعيرَ الحياة ، وان تَسغَبوا

وأن ترِدوا ما يمُجُّ القَذَى

وأنَ تَطْعموا منه ما يَجشُب

فلا تحسَبوا أنكم في الجهاد

” هواةٌ ” يضمُّهُمُ ملعَب

ولا تحسَبوا أن ” مُستثمِراً “

ظلوماً لمصرعِه يَطرب

ولا تحسَبوا أن ” مستعمِراً “

يُثارُ عليه ولا يغضَب

ولا تحسَبوا ” الأرضَ ” يَهْنا بها

ذَووها ، وبالدم لا تُخضَب

ولا تحسَبوا ” أنَّهم يَظمأون

وطوعَ أكفِّهمُ المشرَب

فأنذرْ بحنظلةٍ خائنا

تعجَّلَه الثَمرُ الطيب

وبشَّرْ بحُلْو ” الْجَنى ” كادحا

على ” الجِذر ” من شَجر يَضرِب

فلا تهِنوا ، إنَّ هَذي الأكفَّ

تُملي على الدَهر ما يكتب