براها

حسناءُ ! رِجلُكِ في الركابِ

ويداكِ تعبثُ بالكتابِ

وأنا الظميءُ إلى شرابك

كان من ريقي شرابي

حسناءُ زاد من اضطرابي

بغيُ التنقص في اضطرابي

حسناءُ ساعتُكِ التي

دوَّرتِ كانت من طِلابي

حاولتُ أجعلها الذريعةَ

لاحتكاكي واقترابي

عبثاً فقد أدركتِ ماتبغي

القُشورُ من اللباب

كنتِ العليمةَ بابن

آوى إذ تَحَلَّق للغراب

ذلُّ السؤالِ جرعته

فبخلتِ حتى بالجواب

ما كنتُ أعرف قبل هذا

اللطفِ ما لطفُ التغابي

حسناءُ لم يعسُر طِلابي

إن كان ما بكِ مثلَ ما بي

لكن بكِ المرحُ اللعوبُ

وسحرهُ ودمُ الشباب

وبيَ الذي لا شيءَ يعدل

قبحَه إلاَّ التصابي

وخطُ المشيبِ كأنّه

كلأٌ تهيَّأ لاحتطاب

حسناءُ والدنيا وأنت

ومن عليها لانقلاب

ما كان مدعاةَ اقترابٍ

عاد مدعاة اجتناب

إنْ يمشِ في فَوديَّ،

مبيضَّين عودٌ من ثقاب

فلقد أروح لَّمِتي

كهلالِ عيدٍ في ارتقاب

حسناءُ إنَّ الحُبَّ

والصَّبواتِ من شأني ودابي

أنا نحلةٌ لمَّت من الزهر

المجاجَ من اللُّعاب

ورَمَت به شُهداً يُلطِّفُ

من مرارة كل صابِ

حسناءُ لو كان الهوى

والحبُّ يؤخذ باغتصاب

قد كان ما بيني وبينَكِ

قربَ مِطرقةٍ وباب

بل كان بُعدَ المشرقَين

وقد رَجَعت إلى صوابي

كنَّا كأبعد ما يُرى

مُتعذِّران على انجذاب