رباعيات

“بغداد”

في الصباح :

صفَّقَ الديكُ وقد زعزعهُ

الفجرُ وألوى بالصياحِ

ومشى النورُ على الحقل

وفوقَ الدربِ يزهى والبطاح

آه ما أروعَ ” بغدادَ “

وأحلاها على ضوءِ الصباح

غَسلتْ كفُّ السناكلَّ

الجراحاتِ بها حتى جراحي

قلت

وقال :

قلت للشيخ ارتضى

العمَّةَ رزقاً والقميصا

غطّيا منه صَغارَ الفكرِ

والنخوةَ والرأيَ المحيصا

كيف عرَّيت من الدين

بما زورتَ .. روحاً ونصوصا

قال: ما بالُكَ أمسكتَ

تلابيبي وأعفيتَ اللصوصا

قصدٌ …

وقصد :

نظرتني وإذ ردَدْتُ لها النظرةَ

عَجلى راحت تضرِّجُ خدا

وبدت كالذي تعمَّدَ شيئاً

لم يُصِبْهُ فاخطأ القصدَ عمدا

أنا أدري بقصدها خالت الشيبَ

برأسي لها سلاماً وبَردا

ومَراحاً لمقلتيها ولكن

وجدت مقلتيّ أفصحَ قصدا

حرامي بغداد

:

وحرامي بغدادَ كان كبغدادَ

انطلاقاً ورقةً وازدهارا

كان حلواً سمحَ العريكةِ إذ يَخطَفُ

مالاً .. وإذ يجوس ديارا

ليتَ قوما في كل يومٍ يبيحون

ذِماراً ويرفعون شِعارا

كحرامي بغدادَ كانوا يَرِقونَ

نفوساً إذ يَربحون تجارا

لحنان

:

خَطَ “شتراوسُ” على

كمَّهِ لحناً أيَّ لحنِ

بصدى “دلنوبِه

الأزرقِ” أجيالٌ تغنّي

وعلى كُمّي لحنٌ

خُطَّ من حِبرٍ ودُهن

سيغنيهِ المغنون

من بعدِ دفني

الصيف والمروحة

:

صيفٌ كتنورٍ يفورُ

وشتاءُ عصرٍ زمهريرُ

وجَناح مِروحةٍ حسيرٌ

قد تخطته الدهور

عَلِقت تضاريسُ السنينَ

به ولم يبرحْ يطير

أفٍ لعمرٍ لا يساوي

عمرَ مِرْوحةٍ تدور

زرع الضمائر

:

قالوا قد انتصرَ الطبيبُ

على المُحالِ من الأمورِ

زرع الجماجمَ والقلوبَ

وشدَّ أقفاصَ الصدور

فأجبتهمْ: ومتى سترفَعُ

رايةُ النصرِ الأخير

زرعَ الضمائِر في النفوسِ

العارياتِ عن الضمير

رثاء

..

يا أيها القلبُ المضىءُ

لبعثِه تَعِبَ الجدودْ

نهشتكَ بالحِرمانِ “ديدانُ”

الحواجزِ، والسدود

لم تُبقِ شيئاً مِنك يَشْبعُ

منه تحتَ التُربِ دود

أمن “اللحودِ” عليك حياً

يبتنين إلى “اللحود” !

بكف طيار يطير

:

أرأيتَ وُقّاد الحروبِ

وكيف يُذكون السعيرْ

أرأيتَ عُقبى الكائناتِ

بكفِ طيارِ يطير

طفلي، وطفلُك والفتاةُ

الرودُ والشيخُ الكبير

والكونُ طراً رهن

جاسوسٍ على بلدٍ يغير

مؤتمر الأقطاب وذات الجنب

:

وتجمَّع “الأقطاب” يأكلُ

بعضُهم بالحقدِ بعضا

يتفحصون مشاكلَ

الدنيا سماواتٍ وأرضا

أيُعالِج المرضى أطباءٌ

بذاتِ الجنبِ مرضى

يشكو المحبّةَ واحدٌ

لثلاثةٍ يشكون بُغضا !

عبر من الانذار السوفيتي

:

أبت “الكرامةُ” أن تُهانَ

وعندها عزمٌ مريدُ

ما أعظمَ “المسؤولَ” عن

شرفِ المواطن إذ يذود

إن الذي آخى “الضعاف”

هو القويُ، هو الشديد

أمّا الذين يحاربون

“مسالماً” فهمُ العبيد

فراغ ثقيل ..!!

:

يا فراغَ الروحِ كم أنتَ

على الروحِ ثقيلُ

هل إلى أن تمتلي

بالخيرِ والحبِّ سبيل

يا فراغ الروح ما شيءٌ

عن الروحِ بديل

أنت ما عِشت على

مَهلكةِ الجيل دليل

رب السجن أحب

..!

عندما أبصرتُ نيراناً

من البغيِ تُشّبُ

وإلى ” القمةِ ” من في

كفِّهِ ” زيتٌ ” يُصبّ

وإلى “السجنِ” الذي

يدفع عنها ويَذُبّ

قلتُ والسجنُ كريه :

“ربَّ السجنُ أحبّ !!”

جوع .. وشموخ ..!!

:

قلتُ للمغرورِ: أن يُجمعَ

جوّعٌ وشموخ

قد أبى ذلك فيما

فرّقا قصرٌ وكوخ

ونهودٌ: من عَضاض

البؤسِ فيهن شُدوخ

ونهودٌ: من شذاهنَّ

“أخُ الديرِ” يدوخ

قوة وضعف ..!!

:

قلت لما قيل لي: كمْ

أنتَ في الخطبِ صبورُ

وعلى أنْ تَخْنُقَ

المحنةَ بالحُلمِ قدير

أنا في ذاك هصورٌ

وعلى تلك جسور

غير أني يدِ الرقةِ

واللطفِ أسير

عجب !!

:

عجب أمري: يثير

الطيرُ، إذ يُذْبحُ، نفسي

وأُصِمُّ السمعَ عن أنّة

شاكٍ قلعَ ضرسي

وأُراني أضربُ الموتَ

ولم يدن، برأسي

ابداً سيّان رمسي

في الملمّات وعُرسي

حُكم التاريخ

:

سيسبُّ الدهرُ والتاريخُ

من أغرى بسبي

لا الأولى سبُوا فهم

عبدانُ عبدانٍ لرب

يالخزيِ المشتلي كلباً

لسبِّ المتنبّي

عِرضُ كافورٍ تهرّى

وله مليونُ كلب