عريانة

أنتِ تدرين أنني ذو لُبانَهْ

الهوى يستثيرُ فيَّ المَجانَهْ

وقوافيَّ مثلَ حُسنك لما

تَتَعرَّينَ حرّةٌ عُريانة

وإذا الحبُّ ثار فيَّ فلا تَمْنَعُ

أيُّ احتشامة ثوَرَانه

فلماذا تُحاولين بأنْ أعلنَ

ما يُنكِرُ الورى إعلانه

ولماذا تُهيِّجِين من الشاعِر

أغفى إحساسُهُ ، بركانه

لا تقولي تجهُّمٌ وانقباضٌ

بُغَّضا منه وجهَه ولسانه

فهما ثورةٌ على الدهر منّي

كجَواد لا يرتضي مَيدانه

أنا في مجلسٍ يضمُّكِ نشوانُ

سروراً كأنني في حانه

لوتُحسيِّنَ ما أحسُّ إذا رجَّفْتِ

في الرَّقص بطنَك الخمصانه

رجفة لا تمسُّ ما بين رفْغَيْكِ

وتُبقي الصدرَ الجميلَ مكانه

والذراعَينَ كلُّ ريانةٍ فعماءَ

تََلْقى في فَعمةٍ رَيّانه

والثُدِيَّيْنِ كلُّ رُمانة فرعاءَ

تَهزا بأُختِها الرُمّانه

عاريا ظهرُك الرشيقُ تحبُ العينُ

منه اتساقَهُ واتزانه

ما به من نحافةٍ يُستَشَفُّ العظمُ

منها ولا به من سَمانه

خُصَّ بالمحض من بُلهَنَيةِ العَيشِ

وأُعطي من الصبا عنفوانه

وتراه يجيء بين ظُهور الخُرَّدِ

الغيدِ سابقاً أقرانه

إذ تميلين يَمنة ويَساراً

مثلما لاعبت صَباً خيزُرانه

عندما تبسمين فينا فتفترُُّ

الشفاهُ اللطافُ عن أقحُوانه

إذ يحار الراؤون في حُسنك الفتّانِ

بل في ثيابك الفَتّانه

رُب جسمٍ تُطرى الملاحةُ فيه

ثم تَعدوه مُطرياً فُستانه

ما به من نقيصةٍ وكأنّ الثوب

أضحى متمماً نُقصانه

إن كفاً قاست عليك لباساً

مثلَ هذا مهّارةٌ شيطانه

عَرَفتْ كيف تَبروزين

إلى الجمهُور فيه لتخِلبي أذهانه

ضيَّقت مُلتقى نهودكِ

والكشْحَين منه وشمرَّت أردانه

وأشارت إلى اللعوبَيْن بالألباب

منا بوردةٍ مُزدانه

ليت شعري ما السرُّ في ان بدت

للعَين جَهراً أعضاؤُكِ الحُسّانه

واختفى عضْوُك الذي مازَه الله

على كل ما لديك وزانه

الذي نال حُظوةً حُرِم الانسانُ

منها خُصَّت الإنسانه

وتمنّى على الطبيعة شَكلا

هو من خير ما يكونُ فكانه

وَمَحلاً خِصبا فحلَّ بوادٍ

أنبتَ اللهُ حولَهُ ريحانه

لم يُرد من بَراه مُتعةَ نَفسٍ

ان يُغَطّى ولم يُردْ كِتمانه

ككتابٍ كشَّفت عن صفحتيهِ

ثم غطيَّت عَنوةً عُنوانه

أو غَديرٍ جمِّ المساربِ عذبٍ

حَرمَّوه وحلَّلوا شُطْئَانه

هيكلٌ من هياكِل اللهِ سُدَّ البابُ

منه وكفنَّوا صُلبانه

جسمُك الغضُ مَنطقٌ يدحَض

الحجّة لو لم تُسَتِّري بُرهانه

ملءَ عيني رأيت منكِ مع الأخرى

غرامَ البَناتِ يا فتّانه

رشفةٌ قد حُرمْتُها منك باتت

عند غيري رخيصةً مُستَهانه

أذ تلهَّتْ بمَحزِمٍ منك بُغيا النفس

من أن تستطيع منكِ احتضانه

وثنَتْ كفَّها إلى مهبِط الأشواقِ

منيّ فمَسحَّت أركانه

معها ” بعتِ ” خفةً ومُجونا

ومعي ” بِعتِ ” عفّةً ورزَانه

لو كإتيان هذه لك آتي

رجلاً لم تحبِّذي إتيانه

أتُريدين أن أقولَ لمن لم

يدر ما بينكُنَّ من إدمانه

فتيات الهوى استبحن من اللذات

ما لم يُبِحنَه فتيانه

أعروسان في مكان وعِرِّيسانِ

كلٌ منهم يُخَلَّى وشانه