كاليجولا

كاليجولا :   حيث السماءُ نجومُ

لازورديةٌ ..   حَيارى تحوم

في تُخوم الدجى ..   وحيث الليالي

حالماتٌ ..   ينفُثْنَ سحرَ الخيال

* * *

وإذا “النبعُ”.. والندي .. والرمالُ

وسفوحٌ نشوانةٌ .. وتلال

وحقولٌ .. وصِبيةٌ .. وغِلالُ

يتنفسن .. ياسميناً ووردا

تصطبي جبهة السماء .. فتندى

* * *

ورويداً …   غلائلٌ من سَحاب

عطراتٌ …   يُرقصن زرقَ القِباب

في أعالي “مآذن”..   “كالعلالي”

مسرجاتٌ ..  تزينت باللئالي

كعناقيدَ ..   من كُروم الدَّوالي

* * *

كاليجولا ..   شعرٌ ، وينبوعُ خمر

ونجاوى “قِيثَارةٍ”..   وابتهالُ

و “قُمارِيُّ”…   في ظلال نخيل

يتطارحن سحرةً ..   بالهديل

غَنجٌ في صُداحها ..  ودلالُ

* * *

كاليجولا …   شرقٌ يَفيض سَماحا

وغراماً ، وثورةً ..   وطِماحا

وقلوبٌ عطشى …   تنِزُّ جِراحا

وقناديلُ ..  من جديلِ الشعور

كاليجولا …   مغنىً ، وعُشُّ نُسور

وأباريق ..   من عصير التمور

ونشيدٌ ..   من سَقْسَقات الطيور

* * *

كاليجولا …   خمرٌ ، وأمرٌ ، وحبُّ

وحجالٌ … بالعاشقينَ تَخُب

كاليجولا ..   وادٍ مدى الدهر خِصب

ليس يظما ..   وفي الشفاه مَصَبّ

لشفاهٍ …   وفي المناقير حَبّ

* * *

وطيوفٌ ….   من ساحرات “بخارى”

و “سمرقند” ..   كالنجوم عذارى

عارياتٌ ..   يرقُصن بين الحقول

غار من عُريها ..   نسيلُ جديل

وثنايا سنابلٍ ..   سمراء

والفَراشات يرتجفن ..   نشاوى

يتمايلن ..   في أغنَّ خميل

في مهب النسيم ..   كلَّ مميل

* * *

وغيومٌ يمرحن ..

طولاً وعَرْضا

معجلاتٍ …   بعضٌ يزحزح بعضا

في سماءٍ بالحسن ..

تُلْحَف أرضا

ترتدي ..   وشيَ رَبْطةٍ دكناءِ

وحيَ مستلهِمٍ ..

وفتنةَ رائي

* * *

و “الدراويش” ..   يمنحون الوجودا

أزلياً من طُهره ..   سرمديا

و “التسابيح”..   وشوشاتُ غناء

يتهادى بها ..

عَنانُ السماء

كلما نفّضت على الكون .. فيا

من غُبار الأحقاب .. عادَ فتيا

* * *

كاليجولا …  مقاطعٌ من أغاني

رُتِّلت للنُّجوم ..  والأزهار

وأريجٌ …  ينساب في الأسحار

من شراب “التفاح” ..  والرُّمان

كاليجولا …   من معطَيات الزمان