لمي لهاتيك لما

لُمّي لهَاتَيْكِ لَمّا

وقرّبي الشَّفتين

لُمّا على جمرتين

بالموتِ ملمومتين

يا حلوةَ المشربينِ

من أين كان .. وأينِ

من صنع كِذْبٍ ومَيْنِ

سمَّوْهُما زهرتين

* * *

لمّي لهاتيك لمّا

وقرّبي الجمرتينِ

وباعدي الخَصْلتينِ

إمّا نظرتُ بعيني

فالموتُ أقربُ ممّا

بين الجديلِ وبيني

يا حلوةَ المشربينِ

من أينَ كانَ .. وأينِ

أتثأرين بدَيْنِ ؟

أم أنت حتفي .. وحَيْني

* * *

لمّي لهاتيك لما

وقرّبي الزّهرتين

جمراً يُقَطّر سَمّا

يا ثالثَ الكوثرين

ما أطيبَ السَّمَ طعما

شَرِبْتُهُ مرّتين

فزادني ” أُقّتين “

دماً .. ولحماً .. وعظما

لمّي لهاتيك لمّا

وقرّبي ” المعبَدَيْن “

* * *

ربّينِ مُسْتَعبِدَين

يُجدّفان عليك

فيما تجنيتِ إثما

ممّا .. وممّا .. وممّا

يا حلوةَ المشربينِ

من أين كان .. وأينِ

لا تحذري اللّعنتين

فثَمّ طوعُ يديك

من يُوسِعُ الأثْمَ لثما

والجمرَ ضمّا .. ولمّا

ويَستنيبُ إليك ..!

يا نبت هذا البُدَيْنِ

يَتيه بالأغيدَينِ

فُوَيْقِهِ .. والدوَيْنِ

أتؤمنين بذَيْن

أم تثأرين بدَيْن

أم أنتِ حتفي وحَيْني

* * *

لمّي لهاتيك لمّا

وقرّبي الشّفتين

بابينِ للجنتين

والموت ما بين بينِ

يا حلوةَ المشربينِ

من أين كان .. وأينِ

بُلّي بذاك ” اللُسَيْنِ “

فماً تغشته حُمّى

كسِنِّ رُمحٍ رُدَيْنيّ

لم يُروَ إلاّ ليظما

* * *

يا أعذبَ الميتتينِ

إن تبدُ وَهْنا لعيني

أسطورةُ الموت وهما

فالسر في الخُدْعَتَيْنِ

إني حَبَبْتُك جمّا

حُبَّ الثّرى للمُزَيْن

فما أُبالي بحين

ما لامست إصبَعَيْن

منكِ اليدان اليدين

* * *

أَقْسَمتُ بالشمعتين

من عسجدٍ .. ولجين

بتينكِ الوجنتين

نجم يضاحك نجما

أقسمت بالقِبْلتين

بتينكِ الإصبَعَيْنِ

زَمّا شفاهي زمّا

أن تَلْفِظَ ” الدُّرَتين “

إني أحبك .. علما

بِهُجْنَةِ ” الكِلْمتين ” !

* * *

أقسمتُ بالكون طُرّا

صدراً .. ونهداً .. ونحرا

ومرتقى .. ومجرا

دنيا تُعاشُ .. وأخرى

إني عن الكون أعمى

وأنت لي ألفُ عين