يا دارة المجد

يا دارةَ المجد ودار السلامْ

بغدادُ يا عقداً فريدَ النظامْ

يا أم نهرينِ استفاضا دماً

ونعمة من عهد سام وحام

من عهد سنحاريب إذ نينوى

يتوج الحكمة منها النظام

وعهدِ حموراب إذ بابل

يكونُ بالأحكام منها احتكام

شِعارها الشمسُ وعُنوانها

سنابلُ القمح وعدلٌ يقام

وبرجها يحضِن كل اللُّغى

وسحرها يجذب كلَّ الأنام

وعهدِ هارون وفي ملكه

تَنَقَّل الشمس ويرعى الغَمام

إذْ شهرزادٌ عن حقيق المنى

تقص عن أحلامها في المنام

وإذ ضروبُ الفكر جياشةٌ

يسحقُ بعضٌ بعضَها في الزحام

بغدادُ والتاريخُ ذو أشطر

وشرُّ شطريه عهودُ الجمام

يغدو بها المدركُ ما لا يُرام

ميسر المأخذ سهلَ المرام

يغفو على المجد وأحلامِه

حتى إذا الغرورُ منّاه نام

حتى إذا صحا رأى كوكباً

في كفه أصبح برقاً يُشام