فقمت إلى بلهاء ذات علالة

فَقُمتُ إِلى بَلهاءَ ذاتِ عُلالَةٍ

مُعاوِدَةِ المَقرى جَمومِ الأَباهِرِ

عَلاةٍ عَلَنداةٍ كَأَنَّ ضُلوعَها

كَتائِفُ شيزى عُطِّفَت بِالمَآسِرِ

رَقودٍ لَو أَنَّ الدُفَّ يُنقَرُ تَحتَها

لِتَنفِرَ مِن قاذورَةٍ لَم تُناكِرِ

فَدَرَّت مَرّياً حالِبَيها وَأَرزَمَت

إِلى حِسِّ مَعذومٍ عَنِ الضَرعِ فاتِرِ

حَسيمٍ نَفاهُ العَبدُ حَتّى أَفَزَّهُ

عَنِ الضَرعِ إِلّا حَكَّهُ بِالمُشافِرِ

دَفَعنا ذَنوبَيها فَلَمّا تَفَسَّحَت

جَلَت عَن عَميقِ الرُفغِ جابي الأَباجِرِ

مُحَجَّلِ أَوساطِ الغَراميلِ رُكِّبَت

أَنابيبُهُ في صُرَّةٍ ذاتِ ساتِرِ

كَظَبيِ القَنيصِ قارَبوا فَوقَ رَأسِهِ

وَأَوصالِهِ في مُكنَباتِ المَرائِرِ

فَما بَرِحَت سَجواءَ حَتّى كَأَنَّما

بِأَشرافِ مَقراها مَواقِعُ طائِرِ

وَحَتّى سَمِعنا خَشفَ بَيضاءَ جَعدَةٍ

عَلى قَدَمَي مُستَهدِفٍ مُتَقاصِرِ

وَحَتّى تَناهى الحالِبانِ وَخَفَّفا

مِنَ القَبضِ عَن خُثمٍ رِحابِ المَناخِرِ

وَجاءَ جَميعاً يَهدِجانِ كِلاهُما

يَبُدُّ يَدَيهِ بِالعَميقِ الجُراجِرِ

فَقُلتُ لَهُ اِشرَب لَو وَجَدَت قَضِيَّةً

قُريَتَ الذُرا مِن مُربِعاتٍ بِها زِر

وَلكِنَّما صادَفتَ ذَوداً مَنيحَةً

حُبِسنَ لِحَقٍّ أَو لِجارٍ مُجاوِر

خَناجِرَ شُدقاً بَينَ حَمضٍ وَخُلَّةٍ

مَجاليحُ في المَشتى ثِقالَ الكَراكِر

فَأَقنَعَ كَفَّيهِ وَأَجنَحَ صَدرَه

بِجَرعٍ كَأَثباجِ الزِبابِ الزَنابِر