أيها الإخوة عذرا

أَيُّها الإِخْوَةُ عُذْرَا …

لا أرَى في المَوْتِ نَصْرَا

لا أرَى نَصْرًا لِأَهْلي

وَهُمُ جَوْعَى وأَسْرَى

لا أَرَاهُ في يَتِيمٍ

بَيْنَهُمْ في البَرْدِ يَعْرَى

إنَّ حُلْمَ النَّصْرِ عِنْدِي

أَطْوَلُ الأَحْلامِ عُمْرَا

ولَكَمْ خِفْتُ عَلَيْهِ ،

مِنْ قُدومِ المَوْتِ ، هَدْرَا !

لا تَلُوموني … فقَلْبي

مِنْكُمُ بِالْفَقْدِ أَدْرَى !

مَنْ ، تُرَى ، يَطْلُبُ عُسْرًا

إِنْ رَأَى في الأُفْقِ يُسْرَا

ويُريدُ العَيْشَ مُرًّا

ويَشاءُ الرِّزْقَ خُسْرَا ؟!

غَيْرَ أَنَّ الدَّهْرَ ، لُؤْمًا ،

زَجَّنا في الكَرْبِ حَشْرَا

وعَلَى الكُرْهِ رَمانا

بِوصَايا الصَّبْرِ عَشْرَا

فَرَضِيْنا المَوْتَ غَصْبًا

وأَلِفْنا الأَسْرَ قَسْرَا

وأَبَيْنا الذُّلَّ شَعْبًا

في سَماءِ العِزِّ نَسْرَا

شامِخًا في الجَوِّ حَتَّى

يَقْضِيَ الخالِقُ أَمْرَا

فَتَعودَ القُدْسُ قُدْسًا

ويَنالَ السُّورُ ثَاْرَا

يَحْتَفِي بِالْبَعْثِ قَبْرٌ

ويَهُزُّ العَرْشَ مَسرَى

يَطْلُعُ النَّصْرُ عَلَيْنا

من لَيالي الأَسْرِ فَجْرَا

ذاكَ يَوْمُ اللهِ يَجْزِي

فيهِ أَهْلَ الحَقِّ أَجْرَا

فنَرَى النَّصْرَ عِيانًا

ونَشُمُّ النَّصْرَ عِطْرَا

نَمْلَاُ السُّوقَ غِناءً

وسَماءَ السُّوقِ شِعْرَا

يا فِلَسْطينَ الأَماني

قَدْ تَاَخَّرْنا فَعُذْرَا

إنَّ وَعْدَ الحَقِّ آتٍ

خَطْوَةً تَتْبَعُ أُخْرَ

قادِمٌ يَومُ خَلاصٍ

بَعْدَ أَنْ أَبْعَدَ دَهْرَا

فعَلَى القُدْسِ سَلامٌ

وَلِأَهْلِ القُدْسِ بُشْرَى

يا فلَسْطينُ اجْمَعينَا

بَعْدَ طُولِ البَيْنِ كُثْرَا !