نظرت ومن مصر قصور كأنها

نظرتُ ومن مصر قصورٌ كأنها

إذا غُلِّقَت دُوني أنُوفُ رِعانِ

بمقلة بازٍ أشكل الرِّيس واقعٍ

عَشِيَّةَ ساري رَهمةٍ ودِجَانِ

إلى ضوء نارٍ بالحبونن والصفا

تُشَبُّ ودوني من هُلُولِ مِتانِ

فَهَل أرينَّ اللحيَ يَبدُو كأنه

من البُعدِ شِدقا غايَةٍ نَزِقَان

وهل أسمعَن صوت المغني عشية

مع الركب قد أفضى

وهل أَرِدَن حِسيَ الجِهَاشِ عَشيَّةً

على حاضر من وافد وسنان

بأبطح منه والمناهيمُ تحتسي

به وسماطا غللان

يمجُّ الندى من بعد ما حمي الحصَى

دِماثٌ به مَوليَّةٌ ومَحَانِ

وهل أَرِدَنَّ الحِسيَ حِسيَ ابنِ ضَعضَعٍ

كقُمرِيَّةٍ جنحَ الظلام غَوان

ولا هِي إلا أن تُرَى يومَ غارة

كؤود قَيدُومُها السرعان

ولا هي إلا أن يقرب أرضها

تدافع وهم طيِّب الوشجان

كأني من وجدٍ بها نِضوُ شقة

بِنَجران مرعاه الأراك يمان

رعَى رَيِّقاً غَضَّ الأَراكِ ونَورَهُ

مَشرَبٍ ذي خضرة ولَيَانِ

يحن ويقصى ويردُّهُ

طماطمةٌ ما منهم

رمانا العدى يا أم عمرو بظنهم

كما يُرتَمَى في المجلس الغرَضَان

وكنا كريمي معشر لَجَّ بيننا

هوىً فكتمناه بحسن صِيان

نُكِنُّ فلا يبدو ونخفي فلا يرى

فما علموا من أمرنا ببيان

نذودُ النفوسَ الحائماتِ عن الهوى

وهنَّ بأعناقٍ إليه ثوان

من الناس إنسانان ديني عليهما

مليان لو شاءا لقد قضياني

غريمان أما أم عمرو فمنهما

وأما عن الأخرى فلا تسلاني