أمانا أيها القمر المطل

أَماناً أَيُّها الْقَمَرُ الْمُطِلُّ

عَلَى جَفْنَيْكَ أَسْيافٌ تُسَلُّ

يَزيدُ جَمالُ وَجْهِكَ كُلَّ يَوْمٍ

وَلِي جَسَدٌ يَذُوبُ وَيَضْمَحِلُّ

وَما عَرَفَ السَّقامُ طَريقَ جِسْمي

وَلكِنْ دَلُّ مَنْ أَهْوى يَدُلُّ

يَميلُ بِطَرْفِهِ التُّرْكِيِّ عَنِّي

صَدَقْتُمْ إِنَّ ضِيقَ الْعيْنِ بُخْلُ

إِذْا نُشِرَتْ ذَوائِبُهُ عَلَيْهِ

تَرى ماءً يَرِفُّ عَلَيْهِ ظِلُّ

وَقَدْ يَهْدي صَباحُ الْخَدِّ قَوْماً

بِلَيْلِ الشَّعْرِ قَد تَاهُوا وَضَلُّوا

أَيَا مَلِكَ الْقُلوبِ فَتَكْتَ فِيها

وَفَتْكُكَ فِي الرَّعِيَّةِ لا يَحِلُّ

قَليلُ الْوَصْلِ يُقْنِعُها فَإِنْ لَمْ

يُصِبْها وابِلٌ مِنْهُ فَطَلُّ

أَدِرْ كأْسِ الْمُدامِ عَلى النَّدامَى

ففِي خَدَّيْكَ لي راحٌ وَنُقْلُ

فَنيراني بِغَيْرِكَ لَيْسَ تُطْفا

وَأشْواقِي بِغَيْرِكَ لا تُبَلُّ

بِمَنْظَرِكَ الْبَدِيعِ تُدِلُّ تِيهاً

وَلِي مَلِكٌ بِدَوْلَتِهِ أُدْلُّ

أَبو الفَتْحِ الْكَريمُ الطَّلْقُ موسى

فَتىً يُعْطي الكَثيرَ وَيَسْتَقِلُّ

بِهِ اخْضَرَّتْ فِجاجُ الأرْضِ خِصْباً

فَما لِلْمَحْلِ فِي بَلَدٍ مَحَلُّ

أَغَرُّ عَلى سَريرِ الْمُلْكِ مِنْهُ

سُلَيْمانٌ وَأَهْلُ الأرْضِ نَمْلُ

وَيَمْلأُ غَيْرُهُ كِيساً فَكيساً

وَمِلْءُ زَمانِهِ كَرَمٌ وَعَدْلُ

وَقَالُوا حِفْظُ هذا المالِ عَقْلٌ

فَقالَ نَعَمْ وَبَعْضُ الْعّقْلِ جَهْلُ

فَلَيْسَ يَذُمُّهُ إِلاَّ مَطايَا

إِلى أَبْوابِهِ تَنْضى وَسُبْلُ

تُمَلِّكُهُ الْبِلادَ قَناً وَجُرْدٌ

وَبُتْرٌ مَنْ يُطاوِلُها يَذِلُّ

إِذْا انْبَثَّتْ عَساكِرُهُ اتِّساعاً

تَضايَقَ دونَها حَزْنٌ وَسَهْلُ

بَوارِقُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ داءٌ

وَعِثْيَرُها لِعَيْنِ الشَّمْسِ كُحْلُ

لِمَوْلانا الْخَليفَةِ فِيهِ رَأْيٌ

حَديدٌ لا يَفِيلُ وَلا يُفَلُّ

تَأَمَّلَ فِي الْكِنانَةْ مِنْهُ سَهْماً

سَديداً لا يَطيشُ وَلا يَزِلُّ

فَفَتَّاهُ وَراسَلَهُ اخْتِصاصاً

وَرَوَّاهُ الْحَديثَ وَذاكَ فَضْلُ

فَزادَتْ هَذِهِ النُّعْمى وَدامَتْ

عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لِلْخَيْرِ أَهْلُ