بين البنان وصدغه المعقود

بَينَ البَنانِ وَصُدْغِهِ المَعْقُودِ

خَمْرانِ مِن كَأْسٍ وَمِنْ عَنْقُودِ

هذِي تُدارُ لَنا بِأَبْيَضِ ناعِمٍ

تَرِفٍ وَتِلْكَ تُدارُ فِي تَوْريدِ

ساقٍ كَأَنَّ جَبِينَهُ فِي شَعْرِهِ

قَمَرٌ تَبَلَّجَ فِي اللَّيالِي السُّودِ

غُصْنٌ تَرَنَّحَ رِدْفُهُ فِي خَصْرِهِ

فَعَجِبْتُ لِلْمَعْدومِ فِي المَوْجودِ

وَضَّاحُ دُرِّ الثَّغرِ مَعْسولُ اللَّمَى

مُتَضايِقُ الأَجْفانِ رَحْبُ الجِيدِ

يَلْوِي عَلى زَرَدِ العِذارِ دَلالَهُ

كَمْ فِتْنَةٍ بَيْنَ اللِّوَى وَزَرودِ

نَبَتَتْ عَلى الكَافُورِ مِسْكَةُ خَالِهِ

وَالمِسْكُ يَنْبُتُ فِي الظِّبَاء الغِيدِ

فِي جَفْنِهِ لِمُحِبِّهِ وَعَدُوِّهِ

سِيْفانِ مِن لَحْظٍ وَحَدِّ حَدِيدِ

هذا يَقُومُ عَلى القُلُوبِ دَليلُهُ

قَطْعاً وَذاكَ السَّيْفُ بِالتَّقْلِيدِ

إيَّاكَ وَالأتْراكَ إنَّ لِبَعْضِهِمْ

أَشْخاصَ غُزْلانٍ وَفِعْلَ أُسُودِ

أَجْسامُهُمْ كَالمَاءِ إلاَّ أَنَّها

حَمَلَتْ قُلُوباً مِن صَفَا الجُلْمُودِ

هُمْ أَوْرَثوا الجِسْمَ السَّقامَ وَعَذَّبُوا

أَجْفانَنا بِالدَّمْعِ وَالتَّسْهِيدِ

أَرْعَى الكواكِبَ مُعْوِلاً فَكَأنَّني

وُكِّلْتُ بِالتَّعْدادِ وَالتَّعْديدِ