لو كنت يا من يلومني عادل

لَو كُنتَ يا مَن يَلومُني عَادِلْ

ما كُنتَ فِيمَنْ هُوِيتُه عاذِلْ

أَصْبَحْتُ فِي خِدْمَةِ الغَرامِ وَلِي

جَارٍ مِنَ الْعَيْنِ مُطْلَقٌ هامِلْ

قَلْبِي بِباقِي هَواهُ مُنْكَسِرٌ

وَحَمْلُ هَمِّي لأَجْلِهِ حاصِلْ

فَخَفِّفِ الآنَ عَن فُؤادِ فَتىً

عَلَيهِ شُغْلٌ مِن حُبِّهِ شاغِلْ

ضَلَّ الكَرَى عَن جُفونِ مُقْلَتِهِ

فَدَمْعُهُ عَنْهُ لَمْ يَزَلْ سائِلْ

ما سَحَّ فِي الخَدِّ قَطْرُ أَدْمُعِهِ

إِلاَّ وَأَضْحَى خَصِيبُها ماحِلْ

مِن لِي بِمُرخِي الأصْداغِ بَلْبَلَها

كَما يَمُدُّ الحَبائِلَ الحَابِلْ

الخَمْرُ وَالسِّحْرُ فِي لَواحِظِهِ

قَد شَهِدا لِي بِأَنَّها بَابِلْ

وَخالُهُ بِالعِذارِ مُلْتَحِفٌ

كَحارِسٍ فِي خَميلَةٍ خامِلْ

ما لِي نَصِيرٌ عَلى مَحَبَّتِهِ

وَالصَّبْرُ لِي فِيهِ مِثْلَهُ خاذِلْ

الحَمْدُ لِلَّهِ بِتُّ فِي دَعَةٍ

لَستُ لِهَمٍّ غَيْرِ الهِوِى حامِلْ

وَالدَّهْرُ بَعدَ الجِماحِ قَد عَطَفَتْ

عِنانَهُ لِي عِنايَةُ الفَاضِلْ

بَحْرٌ إِذْا سَحَّ وَالسَّحابَ مَعاً

يَغِيضُ غَيضاً مِنْهُ الحَيَا الهَاطِلْ

كَم راعَ يَوماً يَراعُهُ بَطَلاً

أَيُّ شُجاعٍ فِي كَفِّهِ ذابِلْ

مِن قَصَبِ السَّبْقِ حازَهُ فَغَدا

بِكُلِّ نُعْمَى جُسَيْمُهُ ناحِلْ

مِن سَيفِهِ السُّمُّ لِلعُدَاةِ وَفِي

راحَةِ راجِيهِ راحَةُ الآمِلِ