يا رائد القوم هذا النبت والزهر

يا رائِدَ القَوْمِ هذَا النَّبْتُ وَالزَّهَرُ

يا شائِمَ البَرْقِ هذَا البَحْرُ وَالمَطَرُ

يا خابِطَ اللَّيْلِ لا تَهْدِيهِ بارِقَةٌ

بُشْراكَ بُشْراكَ هذَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ

عيسى وموسى فَذا يَحْيَا الأَنامُ بِهِ

وَذا بِهِ حَجَرُ الأَرْزاقِ يَنْفَجِرُ

فرْعانِ مِنْ خَيْرِ أَصْلٍ طاهِرٍ بَسَقا

ما أَنْجَبَ الأَصْلُ إِلاَّ أَنْجَبَ الثَّمَرُ

مَلْكانِ حَلاَّ مِنَ العَلْياءِ فِي شَرَفٍ

سَامٍ أَشَمَّ مَنِيعِ المَرْتَقَى وَعِرِ

حَيْثُ النَّوالُ قَرِيبُ المُجْتَنَى خَضِلٌ

وَمَنْهَلُ الفَضْلِ سَلْسالُ النَّدَى خَضِرُ

أَنْظُرْهُما وَاسْتَمِعْ آثارَ جُوْدِهِمَا

حَتَّى يُوافِقَ طِيْبَ المَخْبَرِ الخَبَرُ

مَدَّا عَلى الأرْضِ ظِلَّ العَدْلِ فَاشْتَبَهَتْ

فِيْهِ الظَّهائِرُ وَالآصالُ وَالبُكُرُ

بِآلِ أَيُّوبَ قَرَّ المُْلُك وَانْحَسَرَتْ

عَنْ صَفْحَتَيْ مائِهِ الأَقْذاءُ وَالكَدَرُ

خُذْ ما تَرَاهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بِهِ

هذا هُوَ الصِّدْقُ لا ما تَكْذِبُ السِّيَرُ

اللَّهُ يا آلَ شاذِي مَجْدَكُمُ

وَما بَنَى رَبُّنا لا يَهْدِمُ البَشَرُ

وَاللَّهُ خَيَّبَ ما ظَنُّوهُ وَانْتَظَرُوا

وَاللَّهُ حَقَّقَ ما نَرجُو وَنَدَّخِرُ

رُدُّوا السُّيوفَ إِلَى الأغْمادِ واحْتَكِمُوا

فِيْمَا أَرَدْتُمْ فَقَدْ أَغْناكُمُ القَدَرُ

مَعاقِلُ الشِّرْكِ قَدْ رَجَّتْ بِكُمْ شَرَفاً

وَكُلُّ مُلْكٍ عَلى الإِطْلاقِ مُنْحَصِرُ

خَوْفٌ وَحِلْمٌ لَهُمْ ما صافَحا حَجَراً

إِلاَّ تَفَلَّقَ مِنْ مَعْناهُما الحَجَرُ

لَكُمْ جُيوشٌ إِذْا جاشَتْ غَدةَ وَغَىً

بِمِثْلها مِنْ جُيوشِ اللَّهِ تَنْتَصِرُ

وَجارُكُم آمِنٌ فِي ظِلِّ قُدْرَتِكُمْ

وَكَمْ تَمَرَّدَ قَوْمٌ عِنْدَما قَدِرُوا

لَيْسَ الَّذِي نِلْتُموهُ كُلَّ حَظِّكُمُ

اللَّهُ أَكْبَرُ وَالهِنْدِيَّةُ البُترُ

لِلّهِ فِي مُلْكِكُمْ سِرٌّ سَيُظْهِرُهُ

وَأَوَّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثُمَّ يَنْهَمِرُ

زِدْتُمْ بِحُبِّ أَمِيرِ المُؤمِنينَ عُلىً

كَذَا البُحورُ إِذْا زادَتْ بِهَا الغُدُرُ

مَجْدانِ هَذا إِلَى أَيُّوبَ مُتَّصِلٌ

وَذا بِناصِرِ دِينِ اللَّهِ يَنْتَصِرُ

قَصَّرْتُ مَدْحِي وَمَا التَّقْصِيرُ مِنْ شِيَمي

إِنَّ الكِرامَ إِذَا ما قَصَّرُوا بَدَرُوا

يا سَائِليْ عَنْهُمُ كَلَّفْتَنِي شَطَطاً

لا يُحْسَبُ الرَّمْلُ بَلْ لا يُحْصَرُ المَطَرُ