البكاء

أبكي غيابك أم غيابي

وجوادك الفضي يصهل عند بابي؟

أبكي ويردعني الصهيلُ :

أنت المسافر في عذابي

وأنا القتيلُ.

أبكي ولست عليك أبكي

بل على وطن عثرت عليه في أشلائك

المتبعثره.

أبكي وقد مر السنونو،

وامتد حقل الحزن من صوتي إلى كل الخيام

وشرعت أسأل: من يكونُ

هذا المهاجر في قطار المجزره؟

وصرخت: لا، لا تمنعوه من الرحيل

وقد خشيتم من يديه على السلام !

بل صادروا دمه الخصيب، وحزنه الرائي.

ولا تنسوا حقائبه القديمه

فلقد رأيت بها خريطة ذلك الوطن التي

ضاعت، وصار مجرد البحث الخجول بها

جريمه !

أبكي، وأنت الفارس الطاغي

الذي ينفي البكاء

ويعلم الدمع المهاجر أن يعود إلى الجفون

ليصير أجراساً من الرعب الجميل

تعلو وتعلن فوق وديان الجليل

زمن التجرد و الفداء

زمن الجنون.