قمر يقول

قمرٌ يقول

فقلتُ يشبهها

ولكن لا تشبهها بشيئ ٍ من حجرْ

هي من شذى أو دفء راحتها

ومن يدها تذوبنا

وتبتكرُ الصورْ

فكأن رقتها لها

أدرى برقتها لها

ولها على أعصابنا ديَنٌ

إذا حضرتْ .. حضرْ

.

أصغى .. وأطرقَ صاحبي

وبدى بأن حديثهُ

في الطولِ رافقهُ القِصرْ

فاستاف نحنحة ً

وقال : حديقةٌ

فيها من الألوان ألافُ الزهرْ

فلذا أراها لوحةً

قلتُ : اختصرْ

بعضُ الكلامِ جمالهُ في المختصرْ

لم تدرك المعنى بها

مُذْ قلتَ عنها وردة ً

والطيرُ يعصفُ عابرا ً في روضها

مستذكرا ً من كل رائحةٍ أثرْ

والريحُ تشربُ ما تشاءُ

وأنتَ مثلى صاحبي

عيناكَ تسكرُ بالنظرْ

قال : انتظرْ

قلتُ انتظرتُ فكيف تلقاها

أيشبهها الصباحُ

إذا توشح بالعذوبةِ والخفرْ

.

قال الصباحُ له بها شيئٌ

أقولُ النورُ

قلت : الصبحُ جاذبها

فأعطتهُ الضياءَ المبتكرْ

الليلُ قال

فقلت : جاذبها

فأعطتهُ السوادَ وأسلمتهُ إلى السّحرْ

.

ضحكَ المكابرُ صاحبي

أدرى به دوماً يكابرُ

ثم لانَ بما يكابرُ وانكسرْ

قال : اعتذرْ

قلتُ : ابدأنا

قلْ بها ما شئتَ

زدْ في اللوحةِ الألوانَ واستعرْ الخبرْ

قال : الشتاءُ إذا تيممَ موقدا ً

والبردُ يرصدنا

وتلفظه أحاديثُ السمرْ

.

والصحبُ حول النارِ

ذاكَ الدفءُ أحسبها

إذا الدفءُ انتشرْ

.

قلتُ : انتظرْ

فالدفءُ أولُّ ما يُرى فيها

إذا صافحتها

أيقنتَ أن الدفءَ في يدها

وآخرهُ الحذرْ

قال : القصيدةُ

تحملُ المعنى على المعنى

تريك عوالما أخرى ، وتكشف مستترْ

والبحر من يدها فلا يغري بها

بحر الخليل متفعلن متفاعلن مستفتعرْ

قلتُ افتعرْ

وارفع بما يملي عليك الجزمُ

قل منصوبة بالضمّ أو بالكسر

لا تعني لنا لغة المجاز وكامنٌ

ما بين مشطورٍ يجاذب منشطرْ

.

قال المقام يريك سيدةً

من الوجع الجميل ولحنَ أغنيةٍ يسافرُ

في البوادي والحضرْ

من أجلها زريابُ أبدعَ لحنهُ

واشتاطَ مبتكراً مقاماتٍِ

ولم يحمل فجأتها الوترْ

النخلُُ يطلبها ثمرْ

والنار تطلبها شررْ

والناس تتبعها زمرْ

ماذا أقول لأعتلي بالوصف

قاموس البلاغة مسه خورٌ

فأطرق وانحدرْ

.

أشفقتُ من قلقٍ وقلت لصاحبي

النخل يطلبها نهر

والنارمنها تستعر

والناس مثلك أو همُ مثلي

يعدون القصائد والحروف وليمة المعنى

وخارطة الطريق الى الصورْ

أستكتفي إن قلت سيدة المقام الحلو

تسكن في قطرْ

أو قلتُ تسكنها قطرْ

أومى وحدّق قال :

تشبهها قطرْ