الحمد لله قد وجدت أخا

الحمدُ للَّهِ قد وجدتُ أخاً

لسْتُ مَدَى الدَّهْرِ مِثْلَهُ وَاجِدْ

أسْكُنُ في صحَّتي إليْهِ فإنْ

مرِضْتُ كان الطبيبَ والعائِدْ

طبائعيًّا منجِّماً جَدِلاً

يُجْمَعُ منه الكثير في واحدْ

يَنْظُرُ في الجُزْءِ والخطوطِ ولا

ينتقِدُ النُّطْقَ مثْلُهُ ناقِدْ

أحْنَى على كلِّ مَنْ يُعَالِجُهُ

من الشَّقِيْقِ الشَّفِيْقِ والوالِدْ

يعلَمُ من قَبْلِ أن يُخَاطِبَهُ

ما هو من كلِّ عِلَّةٍ وَاجِدْ

كأنَّما تَحْتَ ما يَجِسُّ لَهُ

قَلْبٌ دَلِيْلٌ وَنَاظِرٌ زائِدْ

كأنّما طرفُه بمبضَعِهِ

مُتَّصِلٌ في طريقِهِ القاصِدْ

ترى الشَّرَايِيْنَ منهُ آمنَةً

لأنه عن طريقِها حائِدْ

كأنّه من نصيحةٍ وتُقىً

لنفسهِ دُونَ غَيْرِهِ فاصِدْ

يُبْقَى علينا دمَ الحياةِ ولاَ

يُخْرِجُ إلا المخْتَلّ والفاسِدْ

يُخْرِجُ مِقْدَارَ ما يُرِيدُ على ال

قِيَاسِ لا ناقِصاً ولا زائِدْ

إن جَمَدَ الطَّبْعُ حَلَّ مِنْهُ وإِنْ

ذَابَ انحِلاَلاْ أعادَهُ جَامِدْ

مُبَارَكُ الشَّخْصِ حِينَ تُبْصِرُهُ

توقِنُ بالبُرْءِ أنًّهُ وارِدْ

مُتَّسِعُ الكلْمِ غَيْرَ غائرِهِ

يَسْعَدُ في لُطْفِ كفِّه السَّاعِدْ

يسوغُ مستكرَهُ الدّواءِ مَتَى

يَشْهَدْ ويُؤْتي ما لَمْ يَكُن شاهِدْ

يُحِبُّهُ عندي الصَّديقُ ولا

يحبُّهُ وارثٌ ولا حاسِدْ

بُقْرَاطُ طِبًّا وفي التجنُّب لِلّنْ

ذَاتِ سُقْراطُ ذلك الزّاهِدْ

فاسْلَمْ على الدَّهْرِ يا أبا حَسَنٍ

يَفْدِيْكَ من لم تكن لَهُ حامِدْ

فيك حَيَاةٌ وَأَمْنَةٌ رَخُصَتْ

بالنَّفْسِ دون الطَّرِيْفِ والتَّالِدْ