حبذا الزائر في وقت السحر

حبّذا الزائر في وقتِ السِّحَرِ

أسْفَرَ الصبحُ بِهِ حِينَ سَفَرْ

قاده السُّكْرُ إلى أحبابِهِ

فَشَكَرْنا ذاك من فِعْلِ السُّكُرْ

واعتنقنا منه غُصْناً ناعِماً

يتثَنّى بين دِعْصٍ وَقَمَرْ

وتَغَنّي لي صوتاً مطرباً

لو تغناه لِمَيْتٍ لنُشِرْ

شَجَرُ الأُتُرجِ سُقِيَتْ المَطَرْ

كَمْ لنا عندك من يومٍ أَغَرْ

وتغنّى عند تَوْدِيْعي له

ودُمُوعُ العينِ منّي تنحدِرْ

يومَ أبْصَرَتْ غُراباً واقعاً

شرَّ ما طار على شرِّ الشَّجَرْ

وتعلّقَتْ بِفَضْلي بردِهِ

فَتَغَنّى لي وَقَدْ كانَ عَثَرْ

وإذا ما عَثَرَتْ في مِرْطِها

عَثَرَتْ باسْمي وقالَتْ يا عُمَرْ

قلتُ لا تُخْبِرْ بِسِرّي أحداً

فتغَنّى لي وَهَلْ يَخْفَى القَمَرْ

قلتُ تنساني إذا فارقْتَني

فَتَغَنّى بدَلالٍ وخَفَرْ

ليْتَ من أهْوَى يَراني ساهراً

أنْضَحُ الأرضَ بمسفوحِ دُرَرْ

ذاك إنسانٌ تعرَّضْتُ له

لمعاناةِ هُمُومٍ وفِكَرْ

لستُ أدري كلّما ميّزْتُ ما

لي فيه مِنْ سَمَاعٍ ونَظَرْ

أيُّمَا أوْفَرُ حظّي به

حظُّ سَمْعي مِنْهُ أو حظُّ البَصَرْ

غيرَ أنّي أفقِدُ العيشَ إذّا

غاب عن عيْني وأحيَا إنْ حَضَرْ