حلل الشبيبة مستعاره

حُلَلُ الشّبِيْبَةِ مُسْتَعَارَهْ

فَدَعِ الصِّبَا واهْجُرْ دِيَارَهْ

لا يَشْغَلْنَكَ عن العُلاَ

خَوْدٌ تُمَنِّيْكَ الزِّيَارَهْ

خَوْدٌ تُطَيَّبُ طِيْبَهَا

وَيَزِيْنُ ساعِدُهَا سِوَارَهْ

تَحْلُو أوائِلُ حُبِّهَا

وتَشُوبُ آخِرَهُ مَرَارَهْ

ما عُذْرُ مِثْلِكَ خالِعاً

في سُكْرِ لَذّتِهِ عِذَارَهْ

من بَعْدِ ما شَدَّ الأَشَدْ

دُ عَلَى تَلاَبِيْهِ إزَارَهْ

مَنْ سَادَ في عَصْرِ الشَّبَا

بِ غَدَتْ لسُؤْدَدِهِ نَضَارَهْ

ما الفَخْرُ أن يَغْدُو الفَتَى

مُتَسَبِّعاً ضَخْمَ الجُزَارَهْ

كَلِفً بِشُرْبِ الرّاحِ مَشْ

عُوفاً بِغِزْلاَنِ السِّتَارَهْ

مهجورَةً عَرَصَاتُهُ

لا يقرَبُ الأضيافُ دَارَهْ

الفَخْرُ أن يُشْجَى الفَتَى

أعداءَهُ وَيُعَزُّ جارَهْ

وَيَذُبُّ عَنْ أعراضِهِ

ويَشُتَّ للطُّرَّاقِ نَارَهْ

ويَرُوحُ إما للإما

رَةِ سعيُهُ أو للوِزَارَهْ

فردُ الكتابَةِ والخَطَا

بَةِ والبَلاغَةِ والعِبَارَهْ

مُتَيَقَّظُ العَزَماتِ يَجْ

تَنِبُ الكَرَى إلاّ غِرَارَهْ

وكأنّه من حِدّةٍ

ونفاذِ تدبيرٍ شَرَارَهْ

حتى يُخَافَ ويُرْتَجَى

ويُرَى له نَشَبٌ وشَارَهْ

في موكِبٍ لَجِبٍ كأن

الليلَ أَلْبَسَهُ خِمَارَهْ

تُزْهَى بِهِ عُصَبٌ تُنْفْ

فِضُ عن مناكِبِهَا غُبَارَهْ

ويُطِيْلُ أبناءُ الرَّغا

ئِبِ في مسالِكِهِ انتظارَهْ

فادْأَبْ لمجدٍ حادِثٍ

أو سالِفٍ تُعْلِي مَنَارَهْ

واعمُرْ لِنَفْسِكَ في العُلاَ

حَالاً وَكُنْ حَسَنَ العِمَارَهْ

وأقِمْ لها سُوقاً تُنَفْ

فِقُها وَتَأْخُذُهَا تِجارَهْ

لا تَغْدُ كَلاًّ واجْتَنِبْ

أمْراً يَخَافُ الحُرُّ عارَهْ

وإذا عَدِمْتَ مِن المآ

كِلِ خَيْرَهَا فكُلِ الحِجَارَهْ