سارية بين الدياجي السود

سارِيَةٌ بين الدّيَاجي السّودِ

مكحولةُ الأجْفَانِ بالسُّهُودِ

مُنْهَلَّةٌ بمائِهَا البَرُودِ

مِثْلَ انْهِلاَلِ مُقْلِةِ العَمِيْدِ

فَصَدَّقَتْ في الوَعْدِ والوَعِيْدِ

كأنَّها إذا أَقْلَعَتْ لتُودِي

سِرْبُ النَّعَامِ نافراً في البِيْدِ

فالنَّبْتُ قد قامَ مِنَ اللُّحُودِ

يَمِيْسُ في رِدائِه الجدِيْدِ

مُصَقَّلُ التوْرِيْسِ والتّورِيْدِ

غاديْتُها قبل غُدُوِّ السِّيِّدِ

وقبل أن يَجْهَرَ بالتَّوْحِيْدِ

بطائرٍ يُعَدّ في الأُسُودِ

مُرَتَّبٍ كالْوَلَدِ الموْلُودِ

منتصبٍ كالبطلِ النّجِيْدِ

عيناه للمشَبِّهِ السَّعِيْد

كالحَبَّتَيْنِ السودِ في العُنْقُودِ

رفعن لي بالطالع السعيد

سدت ظباء كالعذارى الغيد

في ضاحك الزَّهْرَةِ نِضْوِ العُودِ

فَجُدْتُ جِيْدَ الحالِفِ المرْدُودِ

حتى سَرَقْتُ الرّيْحَ مِنْ بَعِيْدِ

وَصِرْتُ بَعْدَ الهَبْطِ في الصُّعُودِ

فانحَطَّ مِثْلَ الحَجَرَ الصَّيْخُودِ

فَبُدِّدَتْ تَبَدُّدَ الفَرِيْدِ

ثُمَّ خَلاَ بكبشِها الفَرِيْدِ

يَنْشِبُ في يافُوخِهِ والجِيْدِ

مَخَالِباً أمْضَى مِنَ الحَدِيْدِ

بُورِكَ من فَرْدٍ بلا نَدِيْدِ

يَرْمي بِهِ مِذْكَارَ يَوْمِ عِيْدِ

من القَدِيْرِ وَمِنَ القَدِيْدِ

وعامرِ الطَّاجِنِ والسَّفُودِ