قفل الدجى وأتى الصباح حميدا

قَفَلَ الدُّجى وأتى الصباحُ حميدَا

وتجاوبَتْ أطيارُهُ تَغْريدَا

وجفتْكَ لائِمةٌ وزارَكَ مُسْعِدٌ

وغَدَتْ عليكَ الشّمْسُ تحمِلُ عُودَا

وكأنّ ما ينهَلُّ من سَبَلِ النّدَى

أيْدٍ نَثَرْتَ من الجُمَانِ عُقُودَا

وكأنّ مجلسَنَا المُفَوّفِ فرشُهُ

نورُ الرّياضِ لَبِسْنَ منه بُرُودَا

وكأنَّما الجاماتُ في جَنَبَاتِهِ

ماءٌ أعادتْهُ السِّمَاكُ جَلِيْدَا

وكأنّما الكانون أُلْهِبَ جَمْرُهُ

أحداقُ أُسْدٍ يَدَّرِيْنَ أُسُودَا

يكسو خدود الشَّرْبِ من نَفَحَاتِهِ

قبل الكُؤوسِ وحثِّها تورِيْدَا

نارٌ مُضَّرِمَةٌ ونارُ مُدَامَةٍ

وكأنّما يتبارَيَانِ وَقُودَا

فالقُرُّ عَنْ حجراتِنا مُتَنَكّبٌ

مَنَعَ التَّرَدُّدَ فانْثَنَى مَرْدُودَا

وكأنّ نرجِسَنَا ومضعَفَ وَرْدِنَا

سَلَبا الجواري أعيُناً وخُدُودَا

فَهَبِ السَّعادَةَ لي بِقُرْبِكَ إِنّني

قَمِنٌ بقربك أن أكونَ سَعيدَا

فاحضُرْ فإن العيْشَ ليس بطيِّبٍ

لأخي الصَّفَا ما كنتَ مِنْهُ بَعِيْدَا