محاسن الدير تسبيحي ومساحي

مَحَاسِنُ الدَّيْرِ تَسْبِيْحي وَمَسّاحِي

وَخَمْرُهُ في الدُّجى صُبْحي وَمِصْباحي

أَقَمْتُ فِيهِ إلى أنْ صار هيكَلُهُ

بَيْتي وَمِفْتَاحُهُ للأُنْسِ مِفْتاحي

مُنَادِماً في قَلاَلِيْهِ رَهابِنَةً

راحَتْ خَلاَئِفُهُمْ أَصْفَى مِن الرَّاحِ

قَدْ عُدِّلُوا ثِقْلِ أَبْدَانٍ بِمعْرِفَةٍ

مِنْهُمْ لخِفّةِ أبدانٍ وأَرْوَاحِ

وَوَشّحُوا غُرَرَ الآدابِ فَلْسَفَةً

وَحِكْمَةً بعلومِ ذاتِ إيْضَاحِ

فَطِبُّ بُقْرَاطَ لَحْنُ المُوصِلِيِّ وفي

نَحْوِ المُبَرّدِ أَشْعارُ الطِّرْمّاحِ

وَمُنْشِدٌ حِيْنَ يُبْدِيْها النّوَالُ لَنَا

أَلْمَعُ بَرْقٍ بَدَا أَمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ

أَخْلَفْتُ في العُمْرِ عُمْري حِيْنَ رَاحَ إلى

غَيْرِ البَطَالَةِ قَلْبي غَيْرَ مُرْتَاحِ

ما نُورُ أَحْداقِنا إلا حَدَائِقَهُ

لاَمَ اللوائِمُ فِيْهِ أَوْ لْحَى اللاّحِي

بُسْطُ البَنَفْسَجِ والمَنْثُورِ بُسْطٌ في

صُحُونِ آسٍ وَخَيْرِيَّاتِ تُفّاحِ

بَدَائِعُ لا لِدَيْرِ العَلْثِ هُنَّ ولا

لِدَيْرِ حَنَّةَ مِنْ ذَاتِ الأَكَيْرَاحِ

وَكَمْ حَنَنْتُ إِلَى حاناتِه وَغَدَا

شَوْقي يُكَابِرُ أَصْوَاتاً بِأَقْدَاحِ

حَتّى تَخَمَّرَ خِمَاري بِمَعرِفَتي

وَحَيَّرَتْ مُلَحي في السُّكْرِ مَلاَّحي

يا دَيْرَ مُرَّانٌ لا تَعْدِمْ ضُحىً وَدُجىً

سِجَالَ كُلِّ مُلحِّ الوَدْقِ سَجَّاحِ

إن يُفْنِ كاسُكَ أكياسي فإنّ بها

يَفُلُّ جَيْشَ هُمُومي جيشُ أفْرَاحي

وإِنْ أُقِمْ سوقَ إِطْرَابِي فلا عَجَبٌ

هذا بِذَاكَ إذَا مَا قَامَ نُوَّاحِي