ظعن الغريب لغيبة الأبد

ظَعَنَ الغريبُ لغيبةِ الأبدِ

حيَّ المخافةِ نائيَ البَلَد

حَيران يُؤنسُهُ ويكلؤُهُ

يومٌ توعَّدَهُ بشَرِّ غدِ

سَنَح الغُرابُ له بأنكرِ ما

تَغدو النُّحوسُ بهِ على أحدِ

وابتاعَ أشأمَهُ بأيمنهِ

الجَدُّ العثورُ له يداً بِيدِ

حتَّى ينيخَ بأرض مهلَكةٍ

في حيثُ لم يُولَد ولم يَلدِ

جَزعت حليلتُهُ عليهِ فما

تخلو من الزفراتِ والكَمَدِ

نَزلَ الزَّمانُ بها فأهلكَها

منهُ وأهدى اليُتمَ للولدِ

ظَفِرَت بهِ الأيَّامُ فانحَسَرت

عنهُ بفاقرةٍ ولم تَكدِ

فتركنَ منهُ بعدِ طيتهِ

مثل الذي أبقين من لُبَدِ