عين بها من دمعها كحل

عينٌ بها من دَمعهِا كُحلُ

يَكفَحُها عن نومِها شُغلُ

أنِسَت مآقيها بعبرتِها

فكأنَّ عبرتها لها شكلُ

تبكي على قلبٍ أضرَّ بهِ

طولُ الهوى وبيانُهُ الوَصلُ

مستشعرٍ حرقاً مخيّمةً

بين الضلوعِ كأنها النبلُ

حيرانَ من شوقٍ الي رشأ

يحظى به الإخلاف والمطلُ

ملكَ القلوبَ بطرفِ ساحرةٍ

حوراءَ صنعةُ لحظِها الخَبلُ

يرنو بها قمرٌ تضمَّنهُ

غصنٌ ينوءُ ببعدهِ القَتلُ

لَيست لِموجَعِ مغرمٍ دَنِفٍ

ما إِن يملُّ هوىً ولا يَسلو

أكرمتَني وبسطتَ لي أملاً

لم ينأ عنه نوالكَ الجَزلُ

وبررتني عن غيرِ معرفةٍ

سَلفت ومثلكَ للندَى أهلُ

يَجري الجوادُ لجودِ أوَّلهِ

والفَرعُ ليسَ يخونهُ الأصلُ

لي في قريشٍ نبعةٌ فرعَت

جبلاً ومغرسُ عودِها سَهلُ

يا مَن تليقُ المكرمات بهِ

وعليهِ يثني القولُ والفِعلُ

ومن السماحِ عقيدُ راحتهِ

وإلى يديهِ ينسبُ البذلُ

وابنُ الكرامِ الأكرمينَ بنا

وسميُّ من خُتِمَت به الرسلُ

ما ماتَ من أصبحت وارثَهُ

أهلُ الندى يُحييهمُ النَّسلُ

أحييتَ موسَى وَالذينَ بِهم

نيلَ النوالُ وأدركَ الذَّحلُ

آباءُ صدقٍ لم يكن لهُم

مثلٌ وما لكَ في الوَرى مِثلُ

فعمرت تَخلفهم كما عَمروا

أبداً وجدكَ بعدهم يَعلو