يا وجه أحسن من يمشي على قدم

يا وجهَ أحسنِ من يمشي على قدمِ

بحُرمةِ الحُسنِ قُل لي كيفَ حلَّ دَمي

أما وخدَّينِ يسقي الوردَ ماؤُهما

في نسبةٍ تمنعُ الدنيا من الظلمِ

ومُقلةٍ كلما دارَت رأيتُ بها

من جَوهرِ اللحظِ أسقاماً بِلا ألمِ

مريضةِ الجفنِ تعدي وهي مصبيةُ

اللحظِ الذي ناءَ بالأوصابِ والسقمِ

ما إن دعوتُكَ إلا حينَ أسلمني

صبري ولم أبكِ إلا حينَ لم أنَمِ

وما لحسنِكَ أنصارٌ رُميتَ بها

في الشبهِ حسناً عن التمثيلِ والصنمِ

وماجدٍ من بني وهبٍ له خُلُقٌ

سمحٌ ينوءُ بغيرِ الفَضلِ والكرمِ

مذهبٌ في لبابِ الملكِ أسرتهُ

أهلُ الكِتابة والألبابِ والحلمِ

من بيتِ دَهقنةِ الأشرافِ في شرفٍ

أوفى على مَطلع العيُّوقِ في الشممِ

في ذروةٍ من بناء العزِّ باذخةٍ

علياءَ طالت عن الأوعالِ والعُصُمِ

أمضَى البريةِ في خطبٍ وأصوبُها

عُرفاً وأكتبُ من أملى على قلمِ

كأنهُ صارمٌ عدنٌ صريمَتُهُ

لم يؤتَ من طَبعٍ فيه ولا ثلَمِ

فتىً تحلَّت به الآدابُ وانصرفَت

منه العلومُ إلى ذي هِمَّةٍ فهمِ

نعمَ أخُو المرءِ في أحوالِ عيشتهِ

في الأمنِ والبأسِ والإيراء والعَدَمِ

فتىً معاني اسمه تأتيكَ واضحةً

في الفِعل من كثرةِ الآلاء والنعمِ

مبذلُ المالِ محمودٌ شمائلُهُ

صافي الوَفاء بِعَقدِ الوَعدِ والذِّمَمِ

من اسمُهُ حسنٌ وفعلُهُ حَسَنٌ

به استقلَّ بحُسن الذكرِ والكلمِ

لمَّا وقفتُ على حُسنِ الظنونِ بهِ

نَفسي تيقَّنتُ أنِّي لم تمُت هِمَمي

وفاضَحتني من الأنواءِ صائفةٌ

تجري بمنسَجمٍ في إثرِ منسجمِ

فضَحكت بابتسامِ المُزنِ عن زَهَرٍ

وإنما اجتُلِبت من أعيُنِ الدِّيَمِ

يا واسِع الباعِ بالمعروفِ شاهدُهُ

عتقُ البحارِ ومحمودٌ من الشيمِ

إن ترعَ ودِّي تخلصني بمن قسَمت

بالودِّ منكَ له المتليُّ بالقسمِ

أليس كلكَ حمداً لا كفاءَ له

سامٍ على الدهرِ من سلمى ومن إضَمِ