خبريني واسمعي مني اليقين

خبّريني واسمعي مني اليقين

هل عرفت حبي الصافي المكين

حبي الموحى به منك إليّ

حبة القلب وأعماق الوتين

واضياع الحب والدنيا معاً

إن تكوني لغرامي تجهلين

أظهر الحب وأخفيه ولا

أذن تصغي ولا قلب يلين

وأناجيه واشكو حبّه

والذي أعنيه بالحب ضنين

خبّريني بعد ما شطّ النوى

وافترقنا هل لعهدي تذكرين

وإذا ما مر اسمي صدفة

ترهفين السمع أم لا تسمعين

وإذا أنشدت شعراً من لظى

تفهمين الشوق فيه والحنين

ظلموني واستمروا ويحهم

أباسم الطب أغدو كالسجين

وشفائي لو دروا يا منيتي

ريقك العذب ولكن أين إين

رشفة منه ولو قد نلتها

لكفتني عن دواء البنسلين

فجروح القلب قد تشفى بها

هل بهذا يا حياتي تعلمين

مر عامان وما أقساهما

لم ترَ عيناني ذيّاك الجبين

وانقضى العمر ولم أرو الظما

منك إلاّ بالتمني والأنين

ليت شعري كم أناجيك وما

تنفع النجوى إذا لا تسمعين

قلبك الهادي إذا ما هزّه

ذلك الشعر فماذا تصنعين

فاذكري مني وداداً خالصاً

لا تغيّره تصاريف السنين

واذكري مني خليلاً صادقاً

عنك لا يرضى بديلاً أو خدين

فامنحيه الحب واقضي حقه

فحياة الحب فردوس مبين

ما ألذّ العيش في أحضانه

من يذقه ذاق عيش الخالدين

كل قلب ناقص إلاّ به

وكمال القلب حب وقرين

وامتزاج الروح بالروح كما

تمزج الصهباء بالماء المعين

فارتعي في القلب يا ربتّه

واسكنيه إنه المأوى الأمين