ألا روحوا روحي برائحة الورد

أَلا رَوّحوا روحي برائحة الوَردِ

فَقَد جاءَنا فصل الرَبيع من البُعدِ

أَلا متعوني مرَّةً من شَميمِه

فيذهبَ عني بعض ما بي من الوَجدِ

هُوَ الوَردُ طيباً وازدهآءً ومنظراً

وزهرتُهُ منهُ على ذلك الخَدِّ

وأَشواكُهُ اشواقُنا لجمالِهِ

وَحاشاهُ من شوكٍ على ذلك القدِّ

وَلِلَّهِ وَردٌ لَيسَ يبرحُ ناضِراً

فَلَم يَكُ مختصّا بشهرٍ لهُ فردِ

اتوق اليهِ مثلما اشتاق إِيَّلٌ

الى ما بِهِ يُروي ظماهُ من الوَردِ

وأَهفو لانفاس النَسيم اذا اتى

لنا من لَدُنهُ حامِلاً ارَجَ النَدِّ

سقى اللَهُ روضاً منهُ كان لنا بِهِ

مَحاضِرُ لا تُنسى على قِدَم العَهدِ

محاضِرُ كانَ الدهرُ بعضَ حضورها

مَع الصفوف الايناس والبِشر والسَعدِ

رأَى ما بها من رائق الأُنس فاِنثَنى

الينا وَحيّانا تحيَّة ذي ودِّ

وَقالَ انظِموني بينكم متمتَّعاً

بها مَعكم بالشر منيَ وَالحَمدِ

وَعاهَدَنا ان لا يكدّر صفَونا

وَهَيهاتِ ان يَبقى الزَمان على العَهدِ

فجمَّعنا تجميعَ احرُفِ شملِنا

وَفرَّقَنا تَفريقَهُ احرُفَ الوَردِ